يتسابق العلماء للعثور على علاج لمرض “كوفيد-19” الذي اجتاح العالم بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، وتعمل مجموعة من الباحثين على تجربة فعالية حوالي 70 دواء لدراسة قدرتها على مكافحة الفيروس.
بعض هذه الأدوية تستخدم في علاج أمراض أخرى ومن المرجح أن يكون استغلالها لمعالجة “كوفيد-19” أسرع من محاولة ابتكار علاج جديد، وفقا لما يراه العلماء في مجموعة أبحاث كورونا فيروس التابعة لمركز العلوم الحيوية الكمية والتي تتخذ جامعة كاليفورنيا مقرا لها.
وظهرت قائمة بالأدوية التي تتم دراستها في دراسة منشورة على موقع “bioRxiv”، ولتحديد الأدوية المرشحة للقائمة قام مئات الباحثين بخوض دراسة غير اعتيادية لجينات الفيروس المعروف أيضا باسم “سارس-كوف-2”.
وكي يتمكن الفيروس من إصابة خلايا الرئة بالمرض، عليه أن يدخل جيناته فيها، ويعبث بالميكانيكية الجينية للخلية، لتبدأ بدورها بإنتاج بروتينات الفيروس، والمستخدمة في إنتاج ملايين الفيروسات الأخرى داخل الجسد.
ويشترط لتعمل هذه البروتينات الفيروسية أن تتمكن من التشبث بالبروتينات البشرية.
وخلال الدراسة، تحقق العلماء من 26 جينا من أصل 29 تابعة لفيروس كورونا المستجد، وهي المسؤولة عن توجيه إنتاج البروتينات الفيروسية، واكتشف الباحثون 332 بروتينا بشريا استهدفها الفيروس.
بعد البروتينات الفيروسية استهدفت بروتينا بشريا واحدا، وغيرها كانت قادرة على استهداف عشرات البروتينات الأخرى داخل الخلايا البشرية.
الباحثون تمكنوا من العثور على بعض الأدوية التي يمكنها الالتصاق بالبروتينات البشرية ومنع دخول العناصر الفيروسية إليها، وحدد فريق العلماء 24 دواء قامت الإدارة الفيدرالية للغذاء والدواء في الولايات المتحدة بالموافقة عليها لعلاج أمراض لا علاقة لها بالفيروس المستجد، مثل السرطان ومرض باركنسون وضغط الدم المرتفع.
وهنالك أدوية أخرى ضمن القائمة، مثل هاوبيريدول، المستخدم في علاج الانفصام العقلي وميتفورمين المخصص لداء السكري من النوع 2.
وتتضمن اللائحة أيضا عناصر أخرى خاضعة حاليا للتجارب المخبرية أو تخضع لأبحاث في مراحلها الأولية، ومن المهم أن معظم هذه العلاجات تتضمن أدوية تستخدم لمحاربة الطفيليات.
تتضمن القائمة أيضا مضادات حيوية تعمل على قتل البكتيريا من خلال التهام تركيبتها الجينية المستخدمة في إنتاج البروتينات المسببة للأمراض، لكن بعض هذه المضادات الحيوية تلتصق بالبروتينات البشرية، وتطرح الدراسة الجديدة أسئلة حول ما إن كان هذا العرض الجانبي سببا في تطويره لعلاج ضد الفيروسات، لمنع التصاق العناصر الفيروسية بالخلايا البشرية.
وطبعا يعد الكلوروكوين، الذي أعلنت الإدارة الأميركية عنه مؤخرا، أحد الأدوية المطروحة ضمن القائمة، ويقتل أصلا الطفيليات أحادية الخلية المسؤولة عن مرض الملاريا، وعلم العلماء أن بإمكان الدواء الاتصاف بالبروتينات البشرية، بالأخص بروتين “سيغما-1″، الذي يستهدفه الفيروس المستجد، ولا يزال يخضع للعديد من التجارب.