أمسية الوفاء والاحتفاء بالشاعرة المناضلة نعيمة خليفي

admin
2019-10-28T21:41:07+01:00
متابعات
admin28 أكتوبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
أمسية الوفاء والاحتفاء بالشاعرة المناضلة نعيمة خليفي

حياة جبروني

في إطار الأدوار الطلائعية التي تضطلع بها المرأة المغربية في مختلف المجالات ومشاركتها الفعالة في إرساء دعائم الحداثة والديمقراطية وتفعيل مبدأ المساواة ومقاربة النوع… اختارت مكتبة البلدية الساورة ونادي المتقاعدين بإشراف الأستاذ ميمون الراكب يوم 27 أكتوبر 2019 الشاعرة  نعيمة خليفي نموذجا للمرأة المبدعة تحت وطأة الألم وذلك من خلال مقاربة تجربتها الشعرية الرائدة التي كسرت الحجر والتحجر.

تعتبر قصائد المحتفى بها صرخة مدوية تخترق ضمير كل أنثى ضد سلطة التمييز وأعداء الحداثة. صوت من أصوات نسائية، كسرت الصمت وفتحت أفقا جديدة للقصيدة الثائرة على التقاليد والأعراف الموروثة والموبوءة والموسومة بالتخلف والتراجع الفكري. فرضت بصمتها الحركية والتحررية حتى تزيل من الأذهان التصور النمطي المترسخ والمتجذر الذي يسود في مجتمعنا بفعل الانحدار الثقافي وغزو رياح التسلط والتجبر. فتنبثق عن هذه العتمة نور ساطع مفعم بالأحاسيس الصادقة تواقة للتحرر والتغيير حتى تستطيع أن تطير بأحلامها بعيدا عن واقع يحكمه الجهل  والأعراف.

 فالشاعرة المحتفى بها من أهم  مناضلات الفكر ورائدات القلم  عاشقة وحاضنة للكلمة الشعرية المؤثرة والثائرة، الكلمة الحالمة والمتألمة الآملة لاعتناق مذهب المساواة.

تقول في حقها الأستاذة جميلة الرحماني: “وجدت في الشعر الحيز الوحيد الباقي لسكنى الآمال والسحر القادر على استعادة ما مضى والمرفأ فوق الشروخ والآلام. آمنت به وحده كقوة محررة وبانية للعالم وجعلت من لغته السلالية نافذة للنجاة ووطنا للمنفى…”

فشعرها يحمل طابع الرفض لهشاشة الفكر ومحو الذات لامس في العمق رؤاها ومعاناتها ومكابداتها تصدت له بالخلق والإبداع  لتخطي كل أنواع الخضوع والخنوع.

فتاريخ الشاعرة ابنة المنطقة حافل بالنضالات المستمرة وزاخر بالمواقف البطولية فهي كما جاء في شهادة الدكتور فريد بوجيدة الطالبة الوحيدة من يحمل همّا حقيقيا بين أقرانها، فهي رائدة جيل طالبة من مدينة أحفير تقود مظاهرات طلابية، انتخبت آنذاك بمجلس القاطنين نموذج للتمرد الحقيقي للمجتمع وللإطارات الحزبية والشبيباتية… فلن تجد  آنذاك امرأة واحدة بين الرجال إلا “نعيمة خليفي”.

نعم، إنها صرخة مدوية ومتمردة على الواقع الأنثوي المرير المحاصر بالصمت والتابوهات في ظل مجتمع ذكوري يسعى لطمس شخصية المرأة وهويتها.

كانت هذه العوامل كفيلة لولادة شعر يلبي حاجة مشاعر وأحاسيس وانفعالات اكتست طابع الرفض ضد سياسة التهميش والإلغاء.

تقول الشاعرة نعيمة خليفي في همساتها:

لنجم رآني حزينة

يغتالني الصمت بين الجدران الصماء

توسم لي وتبسم

على مبسمي

رسم عقيقة بلورية تسطع بالضياء

نثرت النور من حولي

وبددت نبراتي السوداء

لنجم رآني زهرة ذابلة

انتشلني من خوذة الهشيم

سكب لآلئ المطر في أدغالي

أحالني إلى وردة متفتحة.

وفي هذا الصدد قال في حقها الأستاذ يحي الزروقي “أستاذة متمكنة من لغة الضاد ولغة شيكسبير، تمنح القصيدة كل الحب والحنين والشجن والصدق تنحت الحرف الراقي والنزعة الإنسانية معاناة الإنسان”…

فالكل أجمع على تفرد تجارب الشاعرة المحتفى بها نعيمة خليفي المشرقة والمتسمة بطابع دقيق تتوهج فيه الرؤيا الشعرية والإشعاع الروحي مع لذة البلاغة وعبق التعبير المؤثرالمفعم بالجمال.

 2 - رسبريس - Respress
 3 - رسبريس - Respress

.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

التعليقات تعليقان

  • يحي زروقييحي زروقي

    تحية للشاعر نعيمة خليفي وكل الحاضرين وللاعلامية حياة جبروني على التغطية

  • يحي زروقييحي زروقي

    فعلا الشاعرة نعيمة خليفي تستحق هذا التكريم وأكثر.شكرا للصحافية النشيطة حياةجبروني ولصحيفة رسبيرس