حياة جبروني
انعقد يومي الجمعة والسبت و 2928 يناير الجاري2022 المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببوزنيقة وتمّ تهييء وفي ظروف استثنائية عن بعد عبر منصة تقنية التناظر المرئي في منصة مركزية تربطه باثني عشرة منصة جهوية، واحدة في رحاب المكتب الوطني لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة وثلاث منها بفرنسا وإيطاليا وإسبانيا عبر مغاربة العالم في أول تجربة تولاها حزب الاتحاد الاشتراكي للتأقلم مع إكراهات وتداعيات الأزمة الصحية التي يعيشها المغرب والعالم في ظل استمرار الجائحة.
ومن خلال المؤتمر تمت الإشادة بالجهود التعبوية والتنظيمية والاعلامية والتواصلية واللوجستيكية المبذولة وطنيا وجهويا ومحليا من طرف أعضاء الحزب لإنجاح أشغال المؤتمر الوطني من أجل استمراره كحركة سياسية تقدمية أساسية من خلال رؤى اصلاحية تغييرية لبلوغ مغرب قوي تعددي وسيادي متضامن من خلال فهم وقراءة معمقة لواقع بلادنا وتشخيص تداعياته.
وخلال المؤتمر المنعقد الذي عرف حضورا متميزا لاعضاء الحزب إلى جانب حضور نوعي للاعلام الوطني والجهوي، قدم الكاتب الأول لحزب الوردة ادريس لشكر تقريرا سياسيا عن الوضع الاقتصادي بالبلاد حيث دعا إلى تعبئة كل الطاقات وتوزيع الفرص بشكل عادل بين الأفراد والجماعات والاهتمام بالعنصر البشري الذي يعتبر مصدر الثروة وهدف استغلالها حيث كشف تقرير خاص بالنموذج الاقتصادي والاجتماعي عن عمق الاختلالات التي واكبت السياسات العمومية خلال العهود الماضية التي اهتمت بالنمو أكثر من التنمية أدى تدحرج الفئات المتوسطة إلى الأسفل وانهيار امال الفقراء في الخروج من دائرة الفقر والحرمان والنتيجة حسب قوله تعمق الفوارق الاجتماعية بسبب استحواذ اقتصاد الريع وتهميش الوحدات الصناعية المحلية الشيء الذي استدعى مراجعة النموذج التنموي وإعادة ترتيب العلاقات بين الاقتصاد المغربي والاقتصاد العالمي بتأطير من طرف الدولة ومساعدتها.
وما يخص الوضع السياسي والتنظيمي للحزب فحسب ما جاء في معرض حديثه، أن التقدم الانتخابي الذي تحقق لا تكمن أهميته عدديا، بل سياسيا. ذلك أن كل المؤشرات كانت تسير في اتجاه إمكانية تأسيس تناوب جديد على الأرضية الانتخابية وتهييء حزبي تنظيميا وانتخابيا وتعبويا ليكون في مستوى هذا التحول.
وأضاف أن ورشة التناوب السياسي مازال ورشا مفتوحا والرهان سيكون على الانتخابات القادمة لتحقيق طموح الوطن ومختلف طبقاته الاجتماعية وتنوعاته المجالية.
وفي أول خطاب سياسي له بعد فوزه بـ 1158 صوتا متقدما على منافسه الوحيد طارق سلام ابن مدينة وجدة، دعا إدريس لشكر المنتخب لولاية ثالثة، الاتحاديين إلى التوجه نحو المستقبل، ونسيان خلافاتهم التي اندلعت بسبب المنافسة على المسؤوليات، والحرص على تقوية البناء التنظيمي للحزب، لأنها هي الأشياء التي سوف تقوي حزب الوردة.
وقال إدريس لشكر في كلمته الختامية مساء اليوم السبت، “لنكن استباقيين في جعل الاتحاد الاشتراكي في مقدمة معركة التحديث والتطوير، وليكن حزبنا استباقيا في التعاطي مع تحديات المرحلة المقبلة، لتمكين بلادنا من كسب الرهانات الديمقراطية والتنموية المطروحة عليها، وذلك بالتوجه إلى المستقبل والحرص على استمرار هذه الوحدة، وهذا الإنجاز الرائع لمؤتمر الإبداع والتحدي”.
واعتبر لشكر، أن “اختتام مؤتمر الوردة، هو “تدشين انطلاقة متجددة في مسيرة الحزب الذي تأسس بوصفه ثورة على المحافظة والتقليد، ومشروعا جماعيا للتحرير والانعتاق الاقتصادي والاجتماعي”.