أدانت الغرفة
الجنحية لدى المحكمة الابتدائية بفاس، أخيرا، ثلاث ممرضات يشتغلن بمصحة معروفة
بفاس، بعقوبة حبسية تتراوح مدتها بين شهرين وأربعة أشهر، على خلفية تورطهن في
“القتل الخطأ” لشاب كان يتلقى علاجاته بالمصحة ذاتها، لكنه لقي حتفه بعد حقنه عن
طريق الخطأ بزيت “البرافين”. وقضت المحكمة الابتدائية، بإدانة الممرضة الأولى، وهي
متدربة، بشهرين حبسا نافذا، فيما حكمت على زميلتيها اللتين تشتغلان بالمصحة
المذكورة بشكل رسمي، بـ4 أشهر حبسا نافذا لكل واحدة منهما، بالإضافة إلى غرامة
مالية قدرها ألف درهم لكل واحدة منهن، بعد متابعتهن بجنحة “التسبب عن طريق عدم
الانتباه وعدم الاحتياط والإهمال في قتل غير عمدي”، فيما حملت المصحة التي توفي
فيها الضحية، بعد خضوعه لعملية جراحية، المسؤولية المدنية في الحادث.
وتعود تفاصيل الواقعة كما أوردتها “الصباح” إلى نهاية ماي الماضي،
حينما اتجه (م.م)، البالغ من عمره 19 سنة، رفقة والده إلى المصحة المشهورة بفاس،
بغرض علاج مشاكل صحية على مستوى جهازه التناسلي، خضع إثرها لعملية جراحية خاصة
بتقويم الخصية، كللت بالنجاح، تحت إشراف طبيب جراح مختص في المسالك البولية
والجهاز التناسلي، يشتغل بالمصحة ذاتها.
وأوردت محاضر المحققين، أن الضحية عانى آلاما حادة بعد خروجه من حالة التخدير،
التي أعقبت العملية الجراحية، وارتفاعا حادا في درجة حرارة جسمه، استلزم حقنه
بمهدئ “الباراسيتامول”، الخاص بتخفيف الآلام وارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن
الممرضات استجبن لأوامر الجراح المشرف على حالة المريض، وقمن بجلب قنينة
“الباراسيتامول” من الخزانة الخاصة بالأدوية، قبل أن تقوم إحداهما بإيصالها
بالأنبوب البلاستيكي، الذي يسهل عملية مناولة الدواء عبر الوريد لتسهيل وتسريع
تجاوب جسمه مع العلاج، غير أن الحالة الصحية للشاب تدهورت بشكل سريع وملحوظ.
وذكرت مصادر مطلعة، أن التدهور السريع والمفاجئ لحالة المريض تسبب في حالة من
الاستنفار داخل المصحة المذكورة، خاصة بعد أن اكتشف أحد الأطباء، الذين استعانت
بهم الممرضات للكشف عن الشاب، الذي تفاقمت معاناته بعد حقنه بـ”المهدئ” المزعوم،
أن الدواء الذي جرى حقن ذراعه به، هو زيت “البارافين”، المستخلصة من النفط، وليس
“الباراسيتامول”، ليتم نقله فورا إلى قسم الإنعاش بالمصحة، حيث لقي حتفه متأثرا
بالجرعات المميتة من “البرافين”.
وعن ملابسات احتواء القنينة الخاصة بدواء “الباراسيتامول”، والتي تم حقن جسم
الشاب بمحتواها، على مادة “البرافين”، التي تستعمل طبيا في ترطيب الجلد ومعالجة
آلام العظام وتيبس المفاصل، أظهرت أبحاث المحققين، أن إحدى الممرضات اللواتي
يشتغلن بالمصحة، قامت بوضع زيت “البرافين” في قنينة فارغة للمهدئ، بغرض استعمالها
في معالجة شعر رأسها وتنعيمه، واحتفظت بالقنينة داخل الخزانة الخاصة بالأدوية، على
أن تأخذها معها بعد انتهاء حصة مداومتها، لكن الممرضة المكلفة بمراقبة الحالة
الصحية لـ (م.م) اتجهت إلى الخزانة ذاتها وأخذت القنينة الخطأ عن غير قصد منها، ثم
قامت بحقنها بجسم المريض، ظنا منها أنها تحتوي على “الباراسيتامول”.
حقنة قاتلة تورط ممرضات بتهم القتل غير العمد..
رابط مختصر
اترك تعليق
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
قدور سويديمنذ 5 سنوات
اري ان مثل هذه الامور تحدث نتيجة عدم التركيز في العمل. واهمال الدقة المتناهية. لو الممرضات ركزن في عملهن بكل تأكيد لما حصلت الواقعة. التأني والتركيز يحولان دون وقوع الممارسه .