شاب مغربي يجوب القارة الأميركية على دراجة هوائية..

admin
متابعات
admin5 أبريل 2025آخر تحديث : منذ أسبوعين
شاب مغربي يجوب القارة الأميركية على دراجة هوائية..

تحت سماء صافية تشاكسها رياح جنوبية استهل الشاب المغربي صلاح الدين بنعريم (24 ربيعا) يوم الثلاثاء من أوشوايا رحلة استكشافية مذهلة تمتد لأكثر من 24 ألف كيلومتر، مستهلها هذه المدينة الواقعة في أقصى العالم بالأرجنتين ومنتهاها ألاسكا.

وستستغرق هذه الرحلة الاستثنائية عامين، تتخللها مغامرات أسطورية عبر القارة الأميركية، مع توقف خاص في المكسيك والولايات المتحدة وكندا، لحضور نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026.

وتعد هذه الرحلة الثانية من نوعها التي يقوم بها الشاب الذي أتم للتو دراساته العليا في التدبير المالي بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، إذ قام برحلة مماثلة في عام 2022 إلى قطر لحضور نهائيات كأس العالم، بيد أنها كانت أقل مشقة.

وكان ثاني رحّالة إلى العاصمة القطرية الدوحة على متن دراجة هوائية في رحلة انطلقت من إسطنبول بتركيا لتتبع المونديال وتشجيع المنتخب المغربي.

وأشار بنعريم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن رحلته السابقة إلى أرض مونديال 2022 مكنته من الجمع بين “شغفين كبيرين، السفر عبر الدراجة وكرة القدم.”

وأكد أنه إلى جانب طابعها الرياضي مكنته هذه الرحلة من اكتشاف تضاريس وثقافات البلدان التي مر بها (تركيا والأردن والسعودية) ومناظرها الطبيعية والسياحية إضافة إلى ثقافة شعوبها، خصوصا ما يتعلق بفنون الطبخ وطريقة اللباس، مضيفا أنه كان في كل محطة يقابل بترحاب كبير ما ساعده على إتمام الرحلة بيسر على الرغم من معاناته من ظروف صحية ألمت به.

وعلى الرغم من تشجيع أسرته والجهات الراعية له، يقر صلاح الدين بأن والديه كانا متخوفين إلى حد ما من المخاطر التي قد يواجهها أثناء مغامراته.

وأضاف، وهو المصمم على المضي قدما لتحقيق حلمه، “من الطبيعي أن ينتاب القلق والدي، إنهما كذلك حتى بالقرب منهما، فما بالك لو كنت على بعد آلاف الأميال في بلد لا أعرف عنه شيئا حتى الآن.”

وحيدا على دراجته يستعد صلاح الدين، معتمدا على قوة ساقيه، لمجابهة الظروف القاسية في 14 بلدا سيعبرها قبل وصوله إلى ألاسكا في ظرف عامين.

وخلال الأسابيع الأولى سيتعين على الشاب تحدي العواصف الجليدية في باتاغونيا الأرجنتينية والشيلية، حيث يمكن أن تبلغ الرياح سرعات مذهلة وتجعل من كل حركة للدواسة على الدراجة معركة حقيقية، كما ستشكل الطرق اللامتناهية في البامبا القاحلة وغير المأهولة بالسكان اختبارا حقيقيا لجلده ومرونته.

وبالانتقال نحو الشمال، بوتيرة يرتقب أن تتراوح بين 80 و120 كيلومترا في اليوم، سيعبر سلسلة جبال الأنديز الشامخة ويقطع ممرات وعرة حيث تتضاءل كمية الأكسجين. وستكون المفارقات رائعة، تمر به من الثلوج الممتدة على مد البصر، إلى الانغماس في صحراء أتاكاما المستعرة والواقعة شمال شيلي، والتي تعتبر أكثر الأماكن القاحلة في المعمورة.

ويتجاوز الأمر كونه مجرد تحد رياضي بسيط إلى كون هذه الرحلة مجابهة للعزلة والإرهاق، ناهيك عن الانسياب في بعض أروع المناظر الطبيعية على الأرض، حيث سيعبر المغامر الأدغال الخصبة في الإكوادور وكولومبيا وبنما، وسيغوص في روعة المناظر الطبيعية السريالية للمتنزهات الوطنية.

وفي ختام هذه الرحلة سيكون صلاح الدين قد حقق هدفا آخر، يتمثل في تعلم اللغة الإسبانية. وقال في هذا الخصوص “سأسافر خلال العام ونصف العام المقبلين عبر بلدان ناطقة بالإسبانية ما سيعينني على صقل قدراتي في اللغة الإسبانية.”

وبعد بلدان أميركا الوسطى، حيث الغابات الاستوائية الكثيفة والطرق المتعرجة في جبال كورديليرا البركانية، سيبلغ الدراج المغربي المكسيك بالتزامن مع انطلاق نهائيات بطولة كأس العالم 2026. وبعد أن يسدل الستار على البطولة، سيواصل رحلته عبر صحراء سونورا قبل أن يواجه البراري الشاسعة في الغرب الأميركي بأوديته الشاسعة وامتداداتها الرملية.

وبعد عبور كندا وتجربة المرور عبد جبال روكي، سيتوغل داخل الأراضي الشمالية، حيث تبلغ العزلة أقصى درجاتها، وسيضع البرد القارس في المراحل الأخيرة تصميمه أمام الاختبار، لكن في نهاية الطريق ستستقبله ألاسكا، أرض الرواد والمناظر الطبيعية الخلابة، عقب عامين من الرحلة الاستثنائية.

ومن خلال هذا التحدي لا يتخطى صلاح الدين بنعريم حدود قدراته الخاصة فقط، بل يجسد أيضا روح المغامرة وشغف السفر عبر الدراجة، مدفوعا بالاستعداد الذهني والبدني واللوجستي الجيد.

ويرى الشاب المغربي، الذي يتابعه الآلاف من الأشخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن هذه الرحلة تحمل “رسالة غير مباشرة إلى الشباب، ينبغي السعي لأجل تحقيق الأحلام وعدم الاستسلام، في مواجهة التحديات.”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.