النظرة تعني الكثير، وتعبِّر أحياناً عن مشاعر عميقة داخل الإنسان، وتعد وسيلةً للتفاهم والتواصل لكن من نوعٍ مختلف، وهي إحدى لغات الجسد، ويستخدمها الرجل والمرأة لإظهار مشاعرهما، وما في قلبهما من حبٍّ أو كره.
هذا ما أوضحته أمل الحامد، الاختصاصية النفسية، التي تحدثت لـ “سيدتي” عن أحد أهم أنواع النظرات: نظرة الإعجاب، خاصةً لدى الفتيات.
تقول الحامد: جميعنا سمع عبارة “الحب من أول نظرة”، أو “أحببته من أول نظرة” في الأفلام والمسلسلات، وقرأ عن الأمر في القصص والروايات، وعلى الرغم من التشكيك في صحة هذه العبارة، إلا أنها حقيقة واقعة، فالعين “مرآة الروح”، وعلمياً كشف فريقٌ من الباحثين في جامعة فلوريدا الأمريكية قبل سنوات، أن الحب من أول نظرة أمر حقيقي، وليس كلاماً عبثياً، ما يدل على صدق العشاق الأوائل عبر العصور، وقد فسَّر الباحثون هذه الظاهرة بشكل علمي، وأطلقوا عليها اسم “الإعجاب المفاجئ”، فهناك أشخاصٌ، يتمتعون بجاذبية عالية في الوجوه والأشكال، ويشدون أنظار الناس إليهم، ليقعوا في حبهم من أول نظرة، وذلك أشبه بالجذب المغناطيسي! كما فسَّر جون مينر، أستاذ علم النفس القائم بالدراسة، هذا الجذب المغناطيسي الذي يتم على مستوى الاهتمام البصري، قائلاً: لابد أن نعي أن الرغبة في إثارة الإعجاب مترسِّخة في داخلنا، والانجذاب يحدث في عقلنا اللاوعي غالباً من خلال تبادلات كيميائية بين الطرفين، وكما يقال بالعامية: “بينهم كيمياء”، وبحسب رأي علم النفس فإن: “الإغواء” وسيلة لخداع الآخر، وإن كان بشكل لا شعوري، فهو أو هي يبذلون أقصى جهدٍ للظهور بشكل جذاب، قد يغش الآخر، بل لن يكون تلقائياً، كما يوحي به الآخر، أو على طبيعته.
وتحدثت الحامد عن التقبُّل من الجنس الآخر، قائلةً: سابقاً، كان لا يليق بالمرأة أن تبدي إعجابها بالرجل، لأننا نعيش في مجتمع شرقي، لكن عملياً يمكننا الاستدلال بإعجاب السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، بالرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، على أن مبادرتها مقنَّنة بالزواج الشرعي، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن الانطباع القوي الناجم عن اللقاء الأول بين الفتاة والشاب، يكون غير صادق في أغلب الأحوال، لأن هذا الإحساس ناجم عن ولع أحدهما بفكرة الحب نفسها، أو أن يكون أحدهما قد جسَّد صورة المحبوب، أو صفاته الموجودة في الخيال عند الطرف الآخر “فارس الأحلام”، وصُدم فيما بعد بأن خياله مخالف للواقع، أو قد يُعجب بالمظهر الخارجي القائم على الشكل الخارجي، وليس الجوهر الداخلي، وهذا يذهب ويختفي سريعاً.
وأنهت الحامد حديثها بالقول: نحن لا نقوى على العيش دون حبٍّ، أو إعجاب على أقل تقدير، لأن الحب يمنحنا الإحساس والشعور بكينونتنا ووجودنا، خاصةً الفتاة، فحينما تفكر بأنها الملكة التي اختارها قلب حبيبها، نجدها تحاول استثمار مشاعرها الجياشة في كل ما هو لصالح هذا الحب، بالتالي تصبح غير قادرة على الاستغناء عنه، لأنه شعور يوازي حصولها على كنز ثمين، وبمنزلة الأمان لها من “فوبيا الوحدة” في المستقبل، إذ تشعر بالأمان لأن أحدهم يحبها، بالتالي تشعر بحق أنها على قيد الحياة.
يذكر أن رفع الحاجبين، أو حاجب واحد أثناء النظر، يعد من دلالات الإعجاب، وأيضاً الابتسامة الخفيفة مع النظرة الهادئة واحمرار الخدين، وكذلك اللعب بالشعر مع النظرة الثاقبة للفت الانتباه، والتوتر مع “تشبيك اليدين” أثناء النظر، وصرف النظر بعد التقاء النظر مع الحبيب، وبالتأكيد هناك نظرات تدل على الشماتة، وأخرى على الغضب والحزن واليأس والندم والاستياء، والانزعاج -عن سيدتي-