أسطورة التدريب الإفريقي ” جمال بلماضي “…..يبهر عشاق الساحرة المستديرة

admin
2019-07-18T19:38:52+02:00
رياضة
admin18 يوليو 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
أسطورة التدريب الإفريقي ” جمال بلماضي “…..يبهر عشاق الساحرة المستديرة

فريدة بن سليم / رسبريس الجزائر

تمكن المنتخب الجزائري من التأهل لنهائي كأس الأمم الإفريقية التي تقام حاليا على الأراضي المصرية.  ولم يكن التأهل وليد الصدفة بل جاء نتيجة معركة خاضها الفريق الوطني ،بشراسة واستماتة ، ذلك الفريق الذي انطفأ وهجه، لولا مجيء بلماضي  الذي أعاد بصيص الأمل لتلك الجماهير الجزائرية العاشقة للساحرة المستديرة.                  فالفريق الوطني وبقيادة بلماضي استطاع أن يستعيد مكانته في خارطة  اللعبة الكروية الإفريقية.

بلماضي من لاعب إلى مدرب … مسيرة حافلة بالعثرات و الانجازات .                        

 إيمانا بالمثل القائل هناك من يولد عظيما وهناك من يصبح عظيما و لكن أعظمهم من نؤمن بعظمته ، هذا  ما عكف مدرب المنتخب الجزائري بلماضي على إثباته  ، فبلماضي ككل مغترب احتضن حلمه و حاول التحليق به ، ليسقط مرات و ينهض مرات أخرى ..   بدأت قصة عشقه للكرة منذ شبابه، إذ استطاع أن يلعب مع عدة نوادي فرنسية أثبت فيها مهاراته، قبل أن يجوب القارة الأوروبية للعب في نواديها . لينتقل بعدها للنوادي القطرية.   وبعد مسيرة حافلة مطرزة بالتتويجات و الألقاب منها تتويج المنتخب القطري بكأس الخليج ،انتهى  مشوار بلماضي الفني مع نادي الدحيل القطري ،و بقي بعيدا عن تلك الهالة الضوئية للملاعب ، حتى تلقى عرض الاتحاد الجزائري لكرم القدم ليشرف على تدريب منتخب الجزائر  خلفا لزميله اللاعب السابق رابح ماجر.                                                                

 بلماضي شخصية كاريزيمية تقود منتخب الجزائر نحو نهائي كأس الأمم الإفريقية                

 في ظل  تلك  المشاكل التي تخبط فيها الفريق الوطني بسبب أولئك الذين لم يفقهوا في ضروب الكرة سوى عقد  الصفقات الخيالية لبيع و شراء اللاعبين وجلب المدربين دون اكتراث منهم بمتابعة أدائهم . مما أوقع الكرة الجزائرية  في مأزق استحال الخروج منه.   وكان أمام بلماضي ومنذ اختياره مدربا للفريق الجزائري مهمة صعبة ، ليخوض تلك المرحلة بشق الأنفس ، واستطاع أن يشكل فريقا يحتذى به في الإصرار و العزيمة .  فقد أنهى بلماضي  ذلك الضياع الذي عاشه المنتخب في ظل سلفه ، وكانت عملية انتقائه لتشكيلة المنتخب الجزائري أصعب معركة خاضها ، فلم يكن من السهل على ذلك المغترب محاربة كل تلك المعوقات البيروقراطية التي عرفها اتحاد الكرة الجزائرية ، والتي ألقت بظلالها حتى على أداء اللاعبين لتتوالى خسارة المنتخب على مدى سنوات ، ضاع فيها صيته و تراجعت فيها مكانة الكرة الجزائرية بين أواسط جماهيرها .                                                  

  بلماضي بما يمتلك من حزم و مهارات قيادية  ونظرة ثاقبة ، خولته أن يكون رجل المهمة الصعبة ، وبخطة تكتيكية مدروسة استطاع أن يتوغل في أدغال القارة الإفريقية ، وليخوض أشباله مباريات ملحمية  آخرها مع ساحل العاج  ، تمكن فيها من ترويض تلك  الأفيال. 

فبلماضي كمدرب  تم إختياره و بالإجماع  وبدون منازع ،ليكون صانع المعجزات للفريق الوطني  ، وليعيد تلك الروح الغائبة عن الفريق .فكان قائدا في أوكسترا تعزف مقطوعة واحدة ،  و استطاع إلغاء الأنا في الفريق ، وتكريس الروح الجماعية،ـ مؤكدا أن كرة القدم كلعبة جماعية يتشارك فيها كل اللاعبين فدور المهاجم لا يقل عن دور المدافع ، ولا حارس المرمى ، وحتى من يجلس على الاحتياطي.، فالكل كان يشد ذلك البنيان المرصوص.  وقد ألغى بلماضي احتمالية الخسارة أو ترك ساحة المعركة ،فكان دائما يبث نفحات الأمل في اللاعبين.

 - رسبريس - Respress

جمال بلماضي القوة الكامنة في الفريق الجزائري      

 استطاع المدرب الجزائري بلماضي بحنكته أن يفجر تلك الطاقات الدفينة ، و يصقل تلك المواهب على نار هادئة حركها بتروي ، ليعيد صقلها من جديد ويشكل فريقا متميزا .                 

فقد استطاع أن يجمع شتات فريق قادمين معظمهم من القارة العجوز لكن بطاقات فتية، استطاع التكيف معهم، و التحدث بلغتهم و مخاطبة عقولهم و جوارحهم كقائد ومعلم.  اكتشف مواطن القوة في كل لاعب و استثمرها، عامل اللاعبين كأب قبل أن يكون مدرب.ولعل هذا ما نحتاجه في أوطاننا العربية إلى من يعاملنا كآباء و يحتضنا.   فبلماضي كان يهمس في أذن كل لاعب قبل المباراة ” نحن نعول عليك ، أنت أملنا أنت قادر، ليدخل الملعب كمقاتل مغوار وليس كلاعب ، وكبركان ثائر يأكل الأخضر و اليابس ،غير مكثرتين للظروف المناخية و لا التعب ، يحاربون حتى آخر نفس  ..  وكان بلماضي ذلك اللاعب الإضافي و السر في تلك الخلطة السحرية لا مكان له  في تلك المقاعد المخصصة للطاقم الفني ، بل يقف جنبا بجنب مع أشباله يمدهم بالطاقة الايجابية، و يشحن هممهم  و يرفع من معنوياتهم ، فيتعالى صدى صوته في الملعب ليصل لكل لاعب في الميدان محفزا إياه للكفاح أكثر  ، فالأرضية كانت أرضيتهم ، وهناك جمهور يهتف بأسمائهم  لن يخيبوا آمالهم فيه .تلك الشخصية الكروية الاستثانية  استطاعت أن تقتحم صحن البطولة الإفريقي ، وتترك بصمتها فيه من جديد منذ 1990.  فبنظرة هادئة خاطب بها وسائل الإعلام العربية و العالمية ، و بلغة حماسية خاطب بها أشباله على أرض الميدان ، تاركا إنجازاته تتحدث عنه ، متجنبا الكشف عن جميع أوراقه ، ليثبت مع كل مباراة أن في جبته الكثير من المفاجآت لمتتبعي تلك اللعبة الجماهيرية.               بلماضي علم أشباله كيف يحلقون بأحلامهم عاليا، و بقدر تلك الأحلام تتسع لهم القارة الإفريقية بل العالم ككل .ليسجلوا، تلك الأهداف التي زلزلت مدرجات الملاعب في مصر. وسمحت لكي يستعيد الشعب الجزائري تذوق طعم النصر من جديد وليثبت بلماضي  جدارته في تحمل المسؤولية التي ألقاها على عاتقه 43 مليون جزائري ،كانت قلوبهم مع المنتخب وعليه

وليدخل  بلماضي من الباب الأوسع، و يكتب تاريخا كرويا مشرفا لشعب اختاره و بالإجماع ،  وحمله تلك المسؤولية الوطنية .فكان بلماضي رجل المهمات الصعبة بدون منازع ، و اثبت أننا في وقت الشدة نعول فقط على الكبار …    ويبقى أمل الشعب في  ذلك القائد الطموح للظفر بالكأس .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.