رسبريس – وكالات
الرباط – تم إصدار كتاب حصري عن تاريخ الإذاعة بالمغرب، تحت عنوان “Allo Allo ici Radio Maroc: تاريخ الإذاعة بالمغرب في فترة الحماية الفرنسية (1928-1956)” لمؤلفه عبد الرحمن عشور، بعد وفاته.
هذا الكتاب المحدد، الذي يغوص في تاريخ الإذاعة بالمغرب، غني بالوثائق والأحداث التاريخية المتعلقة بميلاد هذه الإذاعة، مع الاحتفاظ بالمصطلحات المستخدمة في تلك الفترة.
وأكد المؤلف في تمهيده أنه لم يشأ أن يصف نفسه بالمؤرخ أو الباحث، وإنما كإنسان شغوف بالإذاعة المغربية، وقال: “الهدف ليس إصدار حكم قيمة على الصفحة الاستعمارية لهذه الإذاعة، ولا على المغاربة الذين كانوا في الخدمة خلال تلك الفترة”.
ويستعرض الكتاب، الذي يقع في 393 صفحة من الحجم المتوسط، والذي ألفه المرحوم عبد الرحمن عشور قبل وفاته، بشكل عميق، قصة إذاعة “راديو ماروك” (وهو الإسم المتداول للإذاعة آنذاك) منذ نشأتها في 15 أبريل 1928، حتى السنوات الأولى لاستقلال المغرب، حيث صار اسمها الإذاعة الوطنية.
وحول صعوبة هذا العمل الطويل من البحث والتحقيق، يوضح المؤلف أن “المهمة صعبة لأنه وجب الإعتراف بأن إذاعة “راديو ماروك”، التي كانت لها سمعة سيئة، تم تقديمها كصوت سلطات الحماية”.
بالنسبة للكاتب عبد الرحمن عشور، وباستثناء السنوات الأولى لاستقلال المغرب عندما كانت الصحافة الحزبية تحب أن تتذكر الماضي المشين لإذاعة “راديو ماروك”، فقد طويت الصفحة الاستعمارية لهذه المحطة بسرعة دون قراءتها فعليا.
ويقدم هذا الكتاب الذي أعد افتتاحيته وزير الاتصال والمتحدث الرسمي باسم الحكومة السابق، إدريس العلوي المدغري، نصيبه من الثراء ومساهمته التاريخية في الفضاء الثقافي المغربي.
وقال السيد العلوي المدغري: “لقد ترك عبد الرحمن عشور، قبل وفاته، كتابا مفيدا”، مضيفا أنه “في الواقع، إنه يوفر للقارئ فرصة الغوص بشكل مثير للاهتمام في تاريخ الإذاعة في المغرب منذ بدايات القرن العشرين مع جهاز “Oméga ” الشهير لغابرييل فيري في الدار البيضاء، حتى استقلال البلاد من خلال الظروف التي تخللت تطورها على طول فترة الحماية”.
وفيما يتعلق ببرامج إذاعة “راديو ماروك”، يشير المؤلف إلى أنها كانت تبث بالعربية والفرنسية والأمازيغية، وكانت تخاطب الفرنسيين والمغاربة، من خلال برامج محددة لكل واحد منهم.
وأكد على أن هذا الكتاب، عبر التاريخ غير المعروف لهذه الإذاعة، يسلط الضوء على جزء من تاريخ المغرب.
وقد توفي عبد الرحمن عشور، المدير السابق للإذاعة الوطنية، بتاريخ الـ14 من فبراير 2019.
وبدأ عبد الرحمان عشور مسيرته المهنية بوزارة الداخلية سنة 1975، قبل أن يتم تعيينه سنة 1986 مديرا للإذاعة الوطنية المغربية، إلى غاية 2003.
وفي سنة 2006 تم استدعائه من جديد من وزارة الداخلية ليعمل عاملا مكلفا بالاتصال بوزارة الداخلية، قبل أن يطلب إعفاءه من مهامه في عام 2015.
وقد صدر لعبد الرحمن عشور، سنة 2018، كتاب باللغة العربية، تحت عنوان، “رجل سلطة بالإذاعة”.