بعد أيام قليلة جدا على واقعة تصريح منسوب لقنصل المغرب بوهران وصف فيه الجزائر بـ”البلد العدو”، ما أثار جدلا كبيرا، آثرت الرباط التزام الصمت وعدم ابداء أي موقف تجاه الأزمة، لكن تقارير محلية كشفت محادثات ثنائية بين وزيري خارجية البلدين، تناولت التطورات الأخيرة في العلاقات.
الأزمة التي افتعلها التصريح المنسوب للقنصل المغربي والتي نفى الأخير اتهامه للجزائر بالعداء للمغرب، معتبرا أن مضمون التسجيل مركب (مفبرك)، دفعت الجزائر الى استدعاء السفير المغربي لديها، للتعبير عن احتجاجها على تصريحات المسؤول الدبلوماسي المغربي خلال لقاء مع رعايا بلده في قنصلية وهران.
وكشفت “الجزائر تايمز” أن وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الجزائري صبري بوقادوم، تباحثا خلاله المستجدات في العلاقات بين البلدين، يرجح بشكل كبير أنهما تطرقا لموضوع أزمة التصريحات التي خلفت غضبا واسعا في الأوساط السياسية والمدنية في الجزائر التي اعتبرتها خروجا عن الأعراف والتقاليد الدولية، كما استفزت جمهورا واسعا من المغاربة الذين رأوا في التصريح المزعوم اثارة مزيد من البلبلة في العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين.
وأعلنت الخارجية الجزائرية في وقت سابق أن “توصيف القنصل العام المغربي في وهران للجزائر، إذا ما تأكد حصوله، على أنها (بلد عدو) هو إخلال خطير بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله”.
ونبهت الى أن التوصيف يمثل “مساس بطبيعة العلاقات بين دولتين جارتين وشعبين شقيقين، ما يستوجب على السلطات المغربية اتخاذ التدابير المناسبة لتفادي أي تداعيات لهذا الحادث على العلاقات الثنائية بين البلدين”.
وأثار تصريح “غير دبلوماسي” منسوب للقنصل المغربي في وهران، أحرضان بوطاهر، في حق الجزائر، استياء كبيرا، وبحسب ما بينه شريط فيديو، قال القنصل المغربي، خلال لقائه مجموعة من الرعايا المغاربة العاملين في الجزائر، الذين تجمعوا أمام مقر القنصلية للمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم، ومطالبته لهم بعدم التجمع بسبب منع السلطات الجزائرية التجمعات على خلفية أزمة كورونا، “نحن في بلد عدو (..) وأنتم تعرفون ما هو موجود”، في إشارة منه إلى المشاكل السياسية والحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994.