Notice: Undefined index: HTTP_ACCEPT in /home1/respress/public_html/wp-content/plugins/any-mobile-theme-switcher/any-mobile-theme-switcher.php on line 117
إفطار على الحدود الجزائرية - المغربية: علاقات العوائل تتحدى خلافات الساسة.. - رسبريس - Respress

إفطار على الحدود الجزائرية – المغربية: علاقات العوائل تتحدى خلافات الساسة..

admin
متابعات
admin24 مارس 2025آخر تحديث : منذ 3 أسابيع
إفطار على الحدود الجزائرية – المغربية: علاقات العوائل تتحدى خلافات الساسة..

رسبريس – العرب اللندنية

تحول الإفطار الرمزي الذي نظمه شبان جزائريون ومغاربة، للتعبير عن ترابط الشعبين والعائلات المقيمة على مدن الشريط الحدودي الرابط بين البلدين وقراه، إلى شحنة من مشاعر التعاطف والتضامن على شبكات التواصل الاجتماعي، مع القائمين على مبادرة صمود أواصر الدم والجوار، متحدية الخلافات السياسية.

وكسرت مبادرة شبابية ساهم فيها ناشطون جزائريون ومغاربة، جدار الصمت الشعبي والرسمي القائم بين البلدين، وذلك من خلال إقامة إفطار رمزي في منطقتين حدوديتين تبعدان عن بعضهما البعض بنحو 500 متر، للتعبير عن ترابط الشعبين والعائلات الجزائرية والمغربية المقيمة في المنطقة، والتي تضطرها ظروف الأزمة السياسية بين البلدين، إلى قطع مسافات طويلة وتكاليف باهظة من أجل تبادل الزيارات، في حين لا يفصل بينهما إلا المئات من الأمتار.

وحظيت دعوة للإفطار الجماعي على الحدود بين البلدين بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جسدت المشهد المؤثر للعائلات الموزعة بين الجانبين، وأعادت النقاش عن تأثير إغلاق الحدود على العلاقات الأخوية والإنسانية بين الشعبين، اللذين تربطهما قواسم مشتركة خاصة لدى سكان الشريط الحدودي، على غرار اللهجة والعادات والتقاليد والموروث الفني والثقافي.

ويذكر متابعون أن القصة بدأت عندما قرر المدون المغربي صابر الشاوني، الذي اشتهر بجولاته اليومية خلال شهر رمضان لتناول الإفطار في مدن مغربية مختلفة، أن يخصص اليوم الثامن عشر من الشهر الكريم لتجربة استثنائية، تكون على الشريط الحدودي بين المغرب والجزائر.

وحظيت مبادرة المدون المغربي بدعوة وجهت له من طرف شاب جزائري يُدعى زكرياء، من أجل الإفطار على الحدود بين البلدين، وتحديدا بين مدينة أحفير المغربية وقرية بوكانون الجزائرية.

وأخذت دعوة الشاب الجزائري زخما كبيرا، لما علم أنه ينحدر من عائلة مختلطة مغربية – جزائرية، فوالدته جزائرية ووالده مغربي، لكنه يعيش في الجزائر مع زوجته المغربية، بينما تقيم بقية عائلته في المغرب، وهذه الوضعية الاجتماعية ترجمت معاناة نفسية واجتماعية، عبّر عنها بالقول “أراهم من هذه النقطة، لا يفصلني عنهم سوى 100 متر، ومع ذلك، لا يمكننا العناق“.

وهذه القصة واحدة من مئات القصص التي تمتزج فيها الروابط الأسرية والاجتماعية بين سكان الشريط الحدودي، والذين يجدون أنفسهم محرومين من تبادل الزيارات والتكافل في المناسبات والأعياد، بسبب قرار غلق الحدود المطبق منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.

وتحت ضغط التجاذبات السياسية والإعلامية المتزايدة بين الجزائر والمغرب، يعمد البلدان إلى عسكرة الشريط الحدودي، بنشر وحدات عسكرية إضافية ومعدات لوجيستية تحسبا لأيّ انزلاق، الأمر الذي عمّق أزمة العلاقات الاجتماعية والإنسانية بين عائلات تجمعها روابط الدم والجيرة.

واستجاب المدون المغربي لدعوة الشاب الجزائري، وتنقل إلى مدينة أحفير، التي تقع على مقربة من الحدود، حيث لا يفصلها عن قرية بوكانون الجزائرية سوى 500 متر فقط. وعند وصوله، التقى بشقيق زكرياء، إلياس، الذي يعيش في المغرب، في لحظة تحمل معاني إنسانية كبيرة، حيث جلس كل طرف على جهته من الحدود لتناول الإفطار على مرأى من بعضهم البعض، لكن دون القدرة على اللقاء الفعلي بسبب الحاجز الحدودي.

تلك اللحظة حملت الكثير من المشاعر المختلطة، بين الفرح برؤية الأحبة ولو عن بعد، والحزن لعدم القدرة على العناق أو الجلوس معا على مائدة واحدة، وتم توثيق المشهد ونشره على نطاق واسع، حيث رأى الكثيرون أنه يعكس مأساة آلاف العائلات المقسّمة بين المغرب والجزائر، التي لم تتمكن من اللقاء منذ إغلاق الحدود عام 1994.

وحظي المشهد الإنساني، بتفاعل كبير من طرف المغاربة والجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد عن تأثرهم باللحظة، مؤكدين أن الروابط العائلية والشعبية بين البلدين أقوى من أيّ خلافات سياسية، واعتبروا المبادرة البسيطة رسالة رمزية تعكس حلم شعبي البلدين بإعادة فتح الحدود، وعودة العلاقات إلى مستوى الأواصر الاجتماعية والإنسانية.

وعلّق أحد المغردين “السياسة تفرقنا لكن الدم يجمعنا، هذه الصورة تلخص كل شيء،” وقال آخر “نحن إخوة مهما حاولوا فصلنا، يوما ما سنكسر هذه الحواجز“.

وتشكل مناطق معينة في الشريط الرابط بين البلدين، خاصة بالمنطقة الشمالية، مزارا سياحيا واجتماعيا لسهولة رؤية الأشخاص المتقابلين، وحتى تبادل الأحاديث والتهاني، خاصة خلال الأعياد والمناسبات، قبل أن تدخل آليات جديدة للعزل بين الجانبين، كحفر الخنادق وإقامة الحواجز الحديدية والأسلاك.

ومنذ إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر العام 1994، تعيش آلاف الأسر حالة انفصال قسري، حيث لا يتمكن العديد من الأقارب من زيارة بعضهم البعض إلا عبر دول أخرى في الظرف الراهن، ما يزيد من تكلفة السفر ومعاناة اللقاءات النادرة.

ويقول معلقون، بأنه رغم أن المبادرة لا تغير الواقع السياسي في شيء، لكنها تظل شهادة حية على صمود المشاعر الأخوية بين الشعبين أمام القيود الجغرافية والسياسية، وستقاوم الأصوات الناعقة، بمن فيها من تصنّف نفسها في خانة النخبة السياسية والإعلامية في البلدين، أو المنخرطة في كتائب الذباب الإلكتروني التي تشتغل على زرع الأحقاد والضغائن والدفع بالبلدين إلى الصدام.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.