كما لم يكن متوقعا تم إلغاء الزيارة الملكية لمدينة وجدة، التي كانت مرتقبة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان المعظم ، حيث كعادتها ، تعبّأت السلطات الولائية والمجلس البلدي ، لرثق الحفر وتشذيب أشجار الممرات،وانارة الشوارع الشاحبة، وترميم الأرصفة المهترئة، وتلميع الواجهات وصباغتها لإخفاء أعطاب وشروخ وعيوب الدواخل الكثيرة . ربما والعهدة على مصادرنا الخاصة، أن إلغاء الزيارة أو تأجيلها حتى ، لسنوات متتالية يدل على أن شيئا ما غير سوي في هذه المدينة والجهة ، التي يجثم على أنفاسها مسؤولون أغلبيتهم- كسلاء لا يهمهم سوى “المانضا” ومراكمة الإمتيازات ، وفي المقابل هناك مواطنون يراكمون المآسي والخيبات ، نعم، مدينة وجدة والجهة ككل تئن تحت وطأة البطالة والفقر والهشاشة وشحّ مختلف الخدمات الأساسية والغياب المطلق لأي أفق في الأفق، بسبب عيّنة من المسؤولين ارتكنوا الى تنمية ما ينفعهم، وأصبح همّهم “قصارات” الدندنة وما يجود به طرب الآلة ، وزرود مآدب أشباه المحسنين، وفي اللحظات الحرجة يعوجون على الزوايا التي أصبحت تنبت كما ينبت الفطر، ملتمسين التبرّك من شيوخ”الحبّة” الذين عوّضوا شيوخ الجُبّة ، رحم الله المتصوف الزاهد ابن عربي القائل : ما في الجُبّة إلا الله..
إنه وضع وواقع لا يرتفع، ولنكن صُرحاء ماذا أعدّ المسؤولون لهذه الزيارة لو تمّت ؟ ألا يعتبرُ إلغاؤها رحمة بهم .؟ وربما لو تمّت لعُصف بأكثرهم ولتمّ الزج بهم في دائرة النقمة والغضب والعقاب ؟؟؟.