رسبريس – وكالات
قالت مديرة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، لبنى اطريشا، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، إن برنامج الابتكار المقاولاتي الذي من شأنه تعزيز دينامية ريادة الأعمال بين خريجي التكوين المهني، يراد منه أن يكون برنامجا مبتكرا وشاملا ومتكاملا.
وأوضحت اطريشا، خلال لقاء تمحور حول تحديات وآفاق برنامج الابتكار المقاولاتي، أنه من خلال الجمع بين ريادة الأعمال والابتكار، يستند هذا البرنامج إلى مقاربات جديدة قادرة على استهداف الوعي وتغيير العقلية وتحرير الطاقات.
واعتبرت أن هذا البرنامج مبتكر لأنه تم التفكير في هندسة التكوين بشكل مغاير، خاصة من خلال وضع التوجيه والانفتاح للمنظومة في صلب مسلسل التعلم من أجل منح تجربة حقيقية للمتعلمين، باعتبارها تجربة فريدة للتعلم عن طريق الممارسة.
وأضافت اطريشا أن البرنامج شامل لأنه يستهدف جميع متدربي المكتب بغض النظر عن شعبهم ومستوى تكوينهم، مشيرة إلى أنه أيضا برنامج متكامل لأنه يمتد على مدار سنتين من التكوين ويشمل التحسيس والتكوين ودعم خلق المقاولات، بالإضافة إلى المواكبة بعد الإنشاء.
وحسب المديرة العامة فإنه منذ السنة الأولى من البرنامج، يستفيد جميع المتدربين من أزيد من 70 ساعة من التثقيف حتى يتمكنوا من فهم ريادة الأعمال وإيضاح كل ما يتعلق بإنشاء المقاولات واكتشاف إمكاناتهم الريادية قبل تحديد رواد الأعمال الذين سيتخذونهم قدوة في مغامرتهم خلال السنة الثانية.
وقالت إن “ريادة الأعمال هي أولا وقبل كل شيء الاهتمام بالعالم من حولنا من أجل إدراك الفرص التي تجلبها التغييرات”، معتبرة أن ريادة الأعمال تتمثل في “اختيار التجريب وبناء علاقة مختلفة للمخاطرة وتعزيز الاختبار والتعلم”.
ويقدم برنامج الابتكار المقاولاتي، الذي تمت بلورته بشكل مشترك بين المكتب وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير UM6P، للمتدربين الشباب، من خلال وحدات تكوينية تتمحور حول التعلم بالممارسة، الأدوات اللازمة للانتقال من مفهوم الفكرة إلى مرحلة التجريب. كما أنه يشجع ممارسات التعلم الجديدة التي تضع المهارات الناعمة في صلب النموذج التربوي.
ويستهدف البرنامج في دورته الأولى أزيد من 26 ألف متدرب على مدى سنتين، بدءا من الدخول التكويني 2021/2022. حيث تميزت هذه السنة التكوينية الأولى بمواكبة وثيقة وفردية لفائدة الشباب من أجل تمكينهم من اكتساب الكفاءات السلوكية اللازمة، وتحسين قدرتهم على معرفة الفرص وتجاوز المعيقات ومساعدتهم كذلك في عملية اكتشاف أفكار جديدة.
كما سيتمكن المتدربون في السنة الثانية من المشروع من خوض وضعيات أكثر تعقيدا وسيقومون بتجارب في مجال ريادة الأعمال حقيقية ستمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع عملية.
ومن المرتقب أن يتم تعميم هذا البرنامج المبتكر، الذي تم إطلاقه في ثلاث جهات نموذجية وهي سوس – ماسة والشرق والعيون – الساقية الحمراء، بالإضافة إلى مدينة بنجرير، على ثلاث مراحل تتمثل في: التحسيس والتثقيف، تعميق الأساسيات والأدوات، بالإضافة إلى استوديو التجارب.
وعلى هامش هذا اللقاء وقع المكتب اتفاقيات شراكة مع فاعلين في النظام المالي وريادة الأعمال الوطنية، منهم بنك إفريقيا، والمركز المغربي للابتكار والمقاولة الاجتماعية، بالإضافة إلى الجمعية البلجيكية غير الربحية Droit et devoir.