علاقة بأحداث الفنيدق كتبت “الأيام” ، أن المحلل السياسي عبد الرحيم العلام يرى أن “الأحداث الأخيرة في شمال المغرب فرصة مواتية لإعادة النظر في مصير مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، لكون الإسبان والأوروبيين يرونهما عبئا عليهم بسبب الكثير من الموارد المسخرة لتأمينهما من المهاجرين الأفارقة”.
وأضاف العلام أنه “آن الأوان أن تقترح الدول الأوروبية على إسبانيا أو تجبرها على التخلي عن ثغري سبتة ومليلية اللذين يعد هامش الخسارة فيهما أكبر من الربح؛ فالأحداث الأخيرة تساهم في إعادة النظر في وضع المدينتين في النظام العالمي عموما، والأوروبيون بدؤوا يطرحون الأسئلة حول هذا الموضوع”.
وأفاد أستاذ علم الاجتماع عبد الغني زياني بأن “ظاهرة الهجرة تحولت إلى مصدر مهدد للهويات الوطنية وتكريس مشاعر الكراهية لقيم الوطن والمجتمع بكل مؤسساته، مثلما ستضع هذه الظاهرة الصراعات الاجتماعية في سياق آخر، بعيدا عن الحاجات والمصالح والرغبة في التطور التي يعيشها المجتمع المغربي، والبحث عن فرص حقيقية ومشروعة للعمل؛ فما يحدث اليوم يكشف وقائع مثيرة للجدل باعثة على الارتياب، ويتجلى في أزمة وعي بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية ومواقف حادة تنطوي على العديد من المشاعر العدائية، وبالتالي تحويل أجيال كاملة إلى قوة اجتماعية هشة بعيدة عن قيم الانتماء والمشاركة والتمكين”.
كما شدد لحبيب معمري، أستاذ سابق للتعليم العالي في علم الاجتماع، على “الدور البالغ الذي أضحى يلعبه المجتمع الرقمي في انتشار ظواهر مثل الدعوات لتنظيم هجرات جماعية، إذ يستغل الشباب وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد موعد معين لهجوم جماعي ( 15 شتنبر)، كما كان عليه عليه الأمر من قبل مع حركة 20 فبراير، والنتيجة أن كل من كان يحلم بالهجرة سافر إلى الفنيدق ولو راجلا”.
وأضاف معمري أن “على الدولة أن تنتبه وتكون واعية لما أصبحت تشكله وسائل التواصل الاجتماعي من خطورة، إذ يمكن أن تزيد الشرخ بينها وبين شبابها”.