للأسف لايعلم أن المسكينة كانت تنتظره طوال الليل،وتحدث نفسها،وتكلم حتى الجدران،والطرقات إن كانت تعرف شيئا عن صولاته خلال النهار.تدخل غرفته لتشتم رائحته،وتحاكي كراسته ،وأقلامه ،وألبوم صوره حينما كان وديعا،وقبل أن يغدوَ جارحا. تستسلم لوسنة وغفوة لاتتعدى دقائق ،فتستيقظ مذعورة على صوت الباب وقد أغلقه ابنها بعنف،وحين تسأله متلهفة،وخائفة عليه كأنه ولد للتو يرد عليها بكل رعونة وغلظة:”ألا زلت صغيرا،توقفي عن ملاحقتي بأسئلتك الفجة؟”،ثم يتركها،ويلتحق بغرفته في الطابق الأول كأنه لم يفعل شيئا.تبلع غصتها،وتلطم خدها؛لأنها أنجبت الزقوم.سيناريو يتكرركل يوم،وتأمل أن يعود إلى صوابه…مسكينة ساذجة لاتزال تثق به رغم مرور كل هاته السنوات.ففي كل يوم يحصل على ورقة نقدية بقيمة عشرين درهما،ويمارس عليها كل انواع التحايل،والكذب ليبلغ منها وطره.. وبعدما أصبحت قامته ضعفي طولها،ومع ذلك لايهدأ له بال،وكيف يحدث ذلك وفي الدار بقرة حلوب ،ودجاجة تبيض الذهب.
مواهب وابداعات
يحي زروقيمنذ 3 سنوات
رمضان كريم.وفقكم الله.شكرا لكم