قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام إن المشهد السياسي بالمغرب موسوم بالانتظارية في بنية ولعبة سياسية، استطاع التوجه المحافظ أن يجعلها مغلقة، مستفيدا من ضعف وتشتت القوى الديمقراطية والحداثية.
وأكد الغلوسي في تدوينة على فايسبوك أن هذا المشهد غير طبيعي، يقوم على ركيزة إضعاف مختلف الفاعلين في الحقل السياسي والمدني الذين يدافعون عن أطروحة الإصلاح الديمقراطي، وتقوية المؤسسات وجعلها تلعب وظائفها كاملة، وذلك عبر تدشين إصلاحات سياسية وقانونية ومؤسساتية لتجاوز حالة الانحباس السياسي.
وسجل أن هذا لايعني أن النخب السياسية الديمقراطية بالخصوص ليست مسؤولة هي كذلك عن هذا الوضع بنسب متفاوتة، بل على العكس من ذلك فمسؤوليتها في هذا الحجز ثابتة، لأنها نخب مرتهنة للتقليدانية السياسية ومشدودة للماضي بكل حمولاته وعاجزة عن الإبداع والمبادرة واستيعاب التحولات الحاصلة على كافة المستويات.
ولفت إلى أن هذه النخب متمسكة بالقيادة وتؤمن أن المشكلة ليس فيها بل في الآخر، وتتقن دائما خطاب التبرير والهروب إلى الأمام، لذلك انفضت من حولها أجيال من خيرة الأطر والشباب الذين لم تترك لهم الفرصة لحجز مقعد مستحق في القيادة، وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم في النضال وتدرجوا عبر مختلف المستويات التنظيمية ويتمتعون بكفاءة فكرية وسياسية عالية.
وشدد الغلوسي على أن هذا الوضع غير طبيعي ويدفع نحو الفراغ، وستكون له تكلفة كبيرة، ومن المفروض أن يستنفر كل الإمكانيات الفكرية والسياسية على الأقل من طرف النخب الإصلاحية والتقدمية، من أجل فتح نقاش سياسي واسع حول مايحصل مصحوب بمبادرات سياسية ونضالية جريئة في المجتمع، تضع حدا للخلط والغموض في المشهد السياسي، لكن للأسف لاشيء من ذلك حصل لحدود الآن.