سجّلت أسبوعية “الأيام” أن المغرب أصبح مستشفى كبيرا للأمراض النفسية، وفق ما شرحته آخر دراسة تم نشرها من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
في هذا السياق، يرى إدريس الموساوي، رئيس الفيدرالية الدولية للعلاج النفسي، أن الأرقام المعلنة من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي معروفة منذ سنوات، وجميع العاملين في مجال الطب النفسي مقتنعون بأن الإمكانيات الحالية غير كافية، خاصة وأنه يبدو أن وزارة الصحة لديها أولويات أخرى رغم أن الصحة النفسية أيضا واحدة من ثلاث أولويات ضرورية، لكن عدد الأطباء النفسانيين والممرضين والأسرة قليل جدا.وشدد الموساوي على ضرورة إيلاء الأهمية لهذا المشكل لأنه يضر العائلة والمجتمع.
وقالت الدكتورة إيمان أوخير، المختصة في الطب النفسي، إن هذا القطاع يعرف نوعا من الفوضى بسبب تدخل من ليس أهلا له، خاصة بعد انتشار ظاهرة “الكوتشينغ” التي يتطاول ممارسوها على اختصاصات الطب النفسي الذي يبقى عدد العاملين فيه قليلا، وفي حاجة إلى أن تعمل وزارة الصحة على تكوين أطر قادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع بسبب ارتفاع عدد المصابين باللضطرابات النفسية التي تتطلب نوعا من المواكبة.
وصرح فيصل طهاري، دكتور نفسي محلل طبي، بأن أكثر ما يجعل الصحة النفسية والعقلية في المغرب تتعثر، هو الموارد البشرية، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، وعلى كل المستويات.
وأوضح طهاري أن “الأطباء النفسيين أقل من الأطباء الآخرين، وهذا الخصاص المهول يجعلنا في حاجة إلى تكوين عدد أكبر من الأطباء وتوزيعهم بشكل عادل على مختلف ربوع المملكة، وكذلك تشجيع الأطباء الشباب على فتح عيادات في مدن وأقاليم مختلفة وعدم تمركزها في محور الدار البيضاء”ن مضيفا أن إدراج مصاريف العلاج النفسي ضمن منظومة التعويضات عن المرض، “سيشجع المرضى على طلب العلاج”.