الملك الحسن الثاني هو من أمر بتأسيس جامعة محمد الاول بوجدة ردًا على طرد المغاربة من الجزائر

admin
2019-02-15T15:14:09+01:00
ثقافة وفن
admin15 فبراير 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
الملك الحسن الثاني هو من أمر بتأسيس جامعة محمد الاول بوجدة ردًا على طرد المغاربة من الجزائر

قالت الكاتبة نجاة المريني، الأستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس في الرباط، التي تولت تسيير الجلسة، إن الباحث بن شريفة علامة وهرم كرّس حياته للعلم والبحث في التراث العربي والإسلامي، وخاصة الأدب الأندلسي منه.

جاء هذا الاحتفاء بـ”ذاكرة” بن شريفة في المعرض الدولي للكتاب والنشر، وفاء لروحه، بعدما انتقل إلى رحمة الله يوم الخميس 14 ربيع الأول 1440/الموافق فيه 22 نوفمبر 2018، بعد حياة قضاها كلها منكبًا على الكتابة والتعريف بأعلام الغرب الإسلامي، من خلال دراسة أعمالهم وإصدارها في كتب ومؤلفات عديدة.

وبعدما استحضرت المريني محطات من مساره كباحث وأستاذ جامعي تخرجت على يديه أفواج من الطلبة، أكدت أنه “إذا كان الموت قد غيّبه عنا، فإنه سيبقى حاضرًا بيننا بأفكاره وإنجازاته العلمية”.

وذكرت أنه من الرعيل الأول للأساتذة الجامعيين في المغرب، وقدم خدمات جليلة إلى التعليم والثقافة والفكر من خلال كل المواقع والمناصب التي تقلدها، أستاذًا وباحثًا ومسؤولًا، سواء في الجامعة أو الكلية، أو محافظًا لخزانة جامعة القرويين في فاس، أو “الخزانة الوطنية للكتاب” في الرباط، أو عضوًا في أكاديمية المملكة المغربية، في المدينة نفسها.
من جهته، استعاد الكاتب والباحث محمد المدلاوي المنبهي، أستاذ التعليم العالي، ذكرياته مع بن شريفة، مشيرًا إلى أنه تتلمذ على يديه، وتعرف إليه بشكل أعمق حين تولى رئاسة شعبة اللغة العربية، في كلية الآداب في جامعة محمد الأول في وجدة ,التي يعتبر بن شريفة مؤسس نواتها الأولى.
 
وأضاف أن الراحل أفاده في الكثير من الأمور المتعلقة بالبحث، كرجل علم ودراسة ومعرفة، واكتشف فيه جانبًا مهمًا من الجوانب التي تطبع شخصيته، من خلال تعامله مع الناس، بطريقة خاصة تجعل الأمور تمضي في انسيابية ويسر. 
في استحضار لبعض ملامحه أيضًا، أشار المدلاوي إلى أنه كان خفيف الظل، يتسم بسرعة البديهة، متمكنًا من اللغات العربية والإسبانية والأمازيغية، ومتفوقًا في تحقيق النصوص في الأدب المغربي والأندلسي.

توقف المدلاوي بالخصوص عند كتاب “ملعبة الكفيف الزرهوني”، الذي قام شريفة بتحقيقه وإصداره، منوهًا بالجهد الكبير الذي بذله من أجل إخراج هذا النص الملحمي ذي الطابع التاريخي والشعري إلى الوجود
بنوع من التأثر، تحدثت عصمت دندش، الأستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط، وأرملة المرحوم بن شريفة، عن الذكريات التي جمعتها معه، زوجًا ورفيق درب في رحلة العمر.

 شريفة - رسبريس - Respress
الفقيد بن شريفة

استهلت حديثها بالقول إن فيض الذكريات التي أثيرت خلال هذه الجلسة، أرجعتها إلى وجدة، التي تحتل مكانة خاصة عندها وعند زوجها أيضًا، نظرًا إلى ارتباطهما مع هذه المدينة في فترة من حياتهما العملية، في مراحل التأسيس لجامعتها.
في التفاصيل التي أوردتها دندش، قالت إن العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، كلف بن شريفة بالعمل على إنشاء جامعة في مدينة وجدة، بعد طرد الجزائر للمواطنين المغاربة، وكان يريد من وراء ذلك أن “يرد على هذا العدوان بشكل ثقافي”.
ولدى حديثها عن ظروف إنشاء جامعة محمد الأول بوجدة، أبرزت أن بن شريفة “قام بتأسيسها من لا شيء تقريبًا”، على حد تعبيرها، لافتة إلى أنها كانت كأستاذة تذهب لإلقاء محاضرة في الحرم الجامعي، من دون أن يعرف أي أحد أنها زوجته، تطبيقًا لتوصيته “بوضع الحدود بين العمل والعائلة”. وختمت دندش شهادتها بالتأكيد على أنه حتى في آخر حياته، وقبيل رحيله، ظل متوقد الذهن، لا يكفّ عن الإنتاج، وأراد أن يسابق الزمن بحسه الأدبي من أجل كتابة رواية أو قصة، وهو ما شرع فيه فعلًا، من خلال نص يعود فيه إلى ذكريات طفولته ونشأته الأولى.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.