بقلم : محمد الشمسي
وأخيرا حصل ما كنا نتمناه ونصلي لأجله، المغرب يبدل لغته مع الجنرالات، المغرب لن يطالب الجزائر بفتح الحدود، ولن يذكرها بوشائج الدم بين الشعبين، ولن يمد يد المحبة، المغرب يسقي الجنرالات من ذات السم الذي أعده النظام العسكري في مختبرات ثكناته، المغرب يطالب الجنرالات أن يكونوا منسجمين مع العقل والمنطق في دعمهم المغشوش لزيف ما يسمونه “الحركات التحررية” بتلبية مطلب جمهورية القبايل في تقرير مصيرها ورفع أغلال الاحتلال الجزائري عنها.
هذه اللكمة المغربية المباشرة لوجه الجنرالات أفقدتهم التوازن والتركيز، فكانوا يصبون لإطلالة على المحيط الأطلسي فإذا بهم يفقدون المعبر نحو البحر المتوسط، لينكشف الفارق في ممارسة السياسة بين السياسي “الحرايفي” الذي دخل السياسة من الباب الرئيسي، وبين العسكري الذي اغتصب السياسة وهو يمارسها بقسوة وعنف ورعونة وبلاهة وتهور….
نحن في حالة حرب أيها السادة والسيدات، من المغاربة والمغربيات، ودخان الحرب يتسلل من بين التدوينات وعلى أثير المواقع وعبر الحسابات والجرائد والصفحات، نحن في حالة حرب فإما مع المغرب أو ضده، لأن الوضع لا يقبل حيادا مثلما لا يقبل القسمة على اثنين ولا منزلة بين المنزلتين، لقد أوعزوا لذبابهم بالطنين، ولعملائهم بالتحرك، فصنعوا مجانيق لرشق المغرب بالإشعاعات والأباطيل، فمن كانت له منا مظلمة فليرجئها إلى أن ننهي حربنا ضد من رسمتهم الجغرافية لنا جيران، وكتبهم التاريخ لنا إخوة، لكن قادتهم من العساكر لوثوا المحيط، سرقوا السلطة هناك، ويتخذون من تمزيقنا مبررا يكسبون به شرعيتهم التي تنكرها عليهم الدساتير والقوانين والمواثيق الدولية.
لقد هبت رياح حرب ضروس وما أبشع الحرب حين يعلنها عنك الشقيق الذي يبيع الأخوة، لكن قتال الأخ المعتدي يصبح فرضا شرعيا وأمرا إلهيا، لقوله تعالى ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين”، بل إن قتالهم واجب على كل المسلمين لقوله تعالى ” ….فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى أمر الله …” وعسكر الجزائر خُلق لتمزيق وحدة المغرب والتحريض والتأجيج على تقسيمه، وهذه قمة العداء ..لذلك فإن من يركب منا رياح تلك الحرب القذرة لينتفع بها فُلكُه، ويكسب بها منافع خاصة، أو يحقق بها مآرب أخرى، يكتبه التاريخ في سجلات الخونة المتآمرين على أوطانهم…
نحن في حالة
حرب وأي حرب؟، حرب “رمي الأوراق الحاسمة في الوقت المناسب”، وحرب “هذه بتلك”، وحرب
“المشي فوق الألغام”، والكل في كر وفر، حرب فيها العسكر من الشرق، و الإسبان من
وراء البحر، وقد تكالبوا علينا كما تتكالب العقبان الصلعاء على الفريسة، لكننا
لسنا الفريسة، بل نحن أهل فِراسة، فاليوم نرمي عسكر الجزائر بقنبلة جمهورية
القبايل، وغدا نقصف الإسبان بجمهورية كتالوينا …و”من يضحك كثيرا يضحك أخيرا”،
والحرب سجال…
وأختم بالقول أنه جميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه لكن الأجمل أن يحيا من أجل
ذلك الوطن، فقوموا لحب وطنكم وصيانته يرحمكم الله.