اليوم الوطني للموسيقى .. أية أسئلة موازية..

admin
ثقافة وفن
admin16 مايو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
اليوم الوطني للموسيقى .. أية أسئلة موازية..

عبد السلام انويكًة

     خلال شهر ماي من ربيع كل سنة يحتفل المغاربة باليوم الوطني للموسيقى، وقفة من شأنها قراءة المهتمين والفاعلين والباحثين في المجال لِما تحقق هنا وهناك من اسهامات عبر مؤسسات وأفراد ومكونات شريكة وغيرها، مع ما يقتضيه الأمر من تأمل في واقع الحال وتطلعات ورهانات ضمن أوراش استشرافية واعدة ورافعة. فضلاً عما لهذا الموعد الربيعي أيضاً من أهمية في بلورة سبل ارتقاء بوضع وأحوال موسيقي وموسيقيين وانتظاراتهم من خلال ثقافة وفعل ثقافي بموقع أكثر التفاتا وانصاتا من قبل جهات وصية وشركاء معنيين.

    وكثيرا ما تكون المعاهد الموسيقية بهذه المناسبة على موعد مع جملة انشطة وعياً بأهميته هذه المحطة كرؤية تخص أكثر من مستوى، فضلاً عما يمكن ان يسهم به المجتمع المدني من بادرات تستحضر رمزية وأبعاد اليوم الوطني للموسيقى من خلال برنامج احتفاء بالوعي الموسيقي الوطني كمكون حيوي في الخريطة الثقافية  للبلاد. ولعل اليوم الوطني للموسيقى تقليد نبيل يعود لأواسط تسعينيات القرن الماضي في علاقة بمناظرة وطنية عُقدت بالرباط في ماي1994 ، كذا برسالة ملكية بهذه المناسبة العلمية التواصلية تمحورت حول حقل الموسيقى والتعليم الموسيقي والمعاهد الموسيقية بالمغرب، وسبل تطوير وتحديث المجال وتجويد هذه المؤسسات التي كانت بفضل كبير في اغناء الساحة الفنية الوطنية على أكثر من صعيد. مناظرة بادر اليها باحثون وموسيقيون اكاديميون عن المعاهد الموسيقية المغربية، كانت بوقع قوي معبر لاحق في مجال التكوين والحياة الموسيقية المغربية عموماً آنذاك، وانتهت بجملة توصيات بقيمة مضافة منها تخصيص يوم وطني للاحتفال بالموسيقي اختير له سابع ماي من ربيع كل سنة وهو اليوم الأخير من أشغال مناظرة تاريخية بحق قبل حوالي ربع قرن.

   في هذا الاطار وبمناسبة اليوم الوطني للموسيقى أورد عبد اللطيف المزوري أستاذ مادة الصولفيج والكمان الكلاسيكي بجهة الرباط،  أن الاحتفاء بهذا اليوم الوطني مناسبة للتفاعل مع سؤال الثقافة والابداع والموسيقى ..، وتناول قضايا ذات صلة بالحقل في تجلياتها وتلاقحاتها وذاكرتها، من قبيل أهمية وقيمة التنوع والغنى المغربي وأشكال تعبيره الفني، كذا ما يخص الموسيقى المغربية باعتبارها جزء لا يتجزأ من حضارة بلاد وتاريخ وتراكم وتلاقح وسيرورة، هي بمثابة هوية من المفيد والمهم وعي الجميع بها. اضافة لكل ما يتعلق بهذا المجال من لحن وطرب وعزف وكلمات وتعبير وبلاغة وذوق رفيع. مضيفاً أن اليوم الوطني للموسيقى هو موعد للسؤال حول واقع الأغنية المغربية وأشكال التعبير الموسيقي التراثي الوطني من آلة أندلسية وملحون وغيرهما في زمن تطبعه عولمة ورقمنة وتقنيات وثقافة استهلاك، مع ما  لكل هذا وذاك من افرازات وتأثير في حقل ثقافة وفنون، باتت بحاجة لبرامج عمل وسبل اشتغال من شأنها حماية التراث وتجويد المجال وموارده من أجل بلوغ ما هو تعبير فني متكامل لفائدة المتلقي.

    وبما أن الاحتفال باليوم الوطني للموسيقى هو مناسبة لقراءة واقع البنيات الأساسية في هذا المجال، أشار الأستاذ عبد اللطيف المزوري الى أن المعاهد الموسيقية الوطنية تبقى وجهة وواجهة رافعة للقطاع، من شأنها كموارد بشرية وأطر وبرامج ومناهج وأبحاث ودراسات تطوير وتحديث وتجويد الموسيقى المغربية، مع ما ينبغي من شروط  داعمة من قبيل ما هو تخطيط وتدبير وتقويم في أفق تكوين هادف واستشرافي.

ويعتقد كثير من المهتمين الموسيقيين والباحثين في المجال أن قطاع الموسيقى والأغنية المغربية باتت بتدرج تراجعي خلال العقدين الأخيرين وبشكل معبر، مع مستويات تدهور لعوامل عدة ومتداخلة بقدر ما تجمع بين رداءة وابتذال كلمة وأداء ولحن، بقدر ما تجعل من الأغنية المغربية في وضع لا تحسد عليه. ولتجاوز ما بات يطبع الحقل الموسيقي بالمغرب من بؤس فرجوي بتعبير الباحث سعيد المغربي، يرى عدد من المهتمين أن الأمر بحاجة لورش فني موسيقي تشاركي ولنهضة حقيقية عبر  مقومات رافعة بعيداً عما هو استلاب وانسياق مع ما يعصف من موجات موسمية من حين لآخر٬ مع أهمية الحفاظ على هوية البلاد الفنية الثقافية وحماية غنى التراث الفني الرمزي وما طبع المغرب والمغاربة عبر الزمن من ذوق فني جمالي رفيع.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.