لم يصدر حتى الأن أي رد فعل رسمي في الجزائر إزاء تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا حول الاستعمار وحرب الجزائر، لكن أسفت وسائل الإعلام المحلية ومواطنين لاستبعاد باريس مبدأ تقديم “اعتذارات” الذي يطالب به المقاتلون الجزائريون الذين شاركوا في الحرب.
وجاء في أبرز عناوين صحيفة “الخبر” التي خصصت صفحتين لتقرير ستورا، “فرنسا لا تريد الاعتذار.. ولا التوبة”.
أما صحيفة “الشروق” فعنونت “الرئيس ماكرون يغلق ملف الاعتذار!”، واتهمت الرئيس الفرنسي بالتنكر لوعوده.
وقالت الصحيفة المحافظة في مقال حول الموضوع “تنكر (ماكرون) بذلك لوعود كان قد أطلقها خلال زيارته للجزائر…(عندما) اعتبره (الاستعمار) جريمة ضد الإنسانية”.
وتساءلت صحيفة “ليبرتيه” الناطقة بالفرنسية إن كان بمقدور تقرير ستورا “مصالحة الذاكرة” مع اقتراب الذكرى الستين لانتهاء الحرب عام 2022، مشيرة إلى أن المؤرخ المختص في تاريخ الجزائر حاول “إيجاد توازن بين المتطلبات التاريخية والحساسيات السياسية”.
لم يقتنع الشارع الجزائري بمحتوى التقرير، وفق آراء مواطنين في العاصمة الأربعاء والخميس انتقد عدد منهم فرنسا بشدة.
وقال الطالب هشام لحويج (26 عاما) “على فرنسا الاعتراف بجرائمها وعمليات القتل والتعذيب والتهجير الإجباري للشعب الجزائري”.
وقدّر الشاب أن “على الخارجية الجزائرية إدانة ذلك لأن الاستعمار الفرنسي من بين الأسوأ”.
من جهته قال العامل نور الدين عبدي (56 عاما) إن “فرنسا لن تعتذر ونحن نعلم السبب، لأنها تتخوف من دفع تعويضات مالية كبيرة”.
من بين أكثر الملفات حساسية بالنسبة للجانب الجزائري ذلك المتعلق بالحركيين، وهم الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا ضد جبهة التحرير الوطني
“علاقات عليلة”
تحثّ “المنظمة الوطنية للمجاهدين” فرنسا باستمرار على “الاعتذار” عن الجرائم المرتكبة طوال 132 عاما من الاستعمار (1830-1962).
ومن بين أكثر الملفات حساسية بالنسبة للجانب الجزائري ذلك المتعلق بالحركيين، وهم الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا ضد جبهة التحرير الوطني. واقترح بنجامان ستورا تسهيل تنقلهم هم وأبناؤهم بين فرنسا والجزائر، في وقت تعتبرهم هذه الأخيرة خونة متعاونين مع الاستعمار.
في هذا الصدد، اعتبر مقال بجريدة “الفجر” أن “خيانة الثورة هي أكبر الخيانات التي عرفها شعبنا… (لكن) من باب الإنسانية لا حرج في إعادة النظر في أمر حرمانهم من زيارة الجزائر”.
ووعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر تلقيه مقترحات بنجامان ستورا حول المصالحة بين البلدين باتخاذ “خطوات رمزية” لمصالحة ذاكرة الشعبين، لكنه استبعد تقديم “اعتذارات”.
من جهة ثانية، اعتبرت صحيفة “لكسبراسيون” الناطقة بالفرنسية والمقربة من السلطة إن تقرير ستورا يمثل “بداية مرحلة جديدة وزخم جديد”، وأشادت بـ”شجاعة الرئيس الشاب” ماكرون لإقدامه على “نفض الغبار عن ملف جعله اليمين المتطرف الانتقامي الفرنسي متفجرا”.
أما الباحث في علم الاجتماع ناصر جابي، فاعتبر أنه “يوجد ما هو أهم من الاعتذار على التاريخ، وهو العمل على تجاوز العلاقات العليلة مع فرنسا”.
(أ ف ب)
جمالمنذ 4 سنوات
النظام الجزائري يضحك على الشعب الجزائري المغلوب عن امره بطلب الاعتذار من فرنسا
لمادا لا يعتذر للشعب الجزائري الشقيق على جرائم العشرينية السوداء