ابن علي
يعرف تدبير مجالس بعض الجماعات على مستوى جماعة وجدة- أنجاد، وضعا مُقلقا للغاية وذلك منذ ما يناهز العقد من الزمن، ويعود هذا الاحتقان و”البلوكاج” الذي تعرفه الكثير من مجالس عمالة وجدة –أنجاد بين الفينة والأخرى، وأحيانا بشكل مسترسل، وما يصاحبه من ضياع الفرص وهدر الزمن في العبث والفوضى الغير خلاقة. يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى “الناخب الكبير”الذي أصبح يتحكم في خيوط تدبير الكثير من المجالس ومكاتب الجماعات بفضل استعماله لسياسة العصا والجزرة. العصا لمن يخالف توجهاته وأوامره وتعليماته، لكونه لا يرى إلا ما ترى “الجهات العليا” (كما يدّعي)، وأي زيغ أو انزياح هو شق لعصا الطاعة والطرد من جنة المكرومات والعطايا والتهديد والوعيد وحصار لا يحيد.
هذا الوضع الشاذ الذي يتسبب فيه “الناخب الكبير” الذي وسِع (لَكّوطَهُ) جغرافية الإقليم وتعداه في بعض الأحيان إلى مستويات ترابية أخرى بجهة الشرق يُنذر بشرّ مستطير ووضع نشاز لا يستقيم والتوجهات الكبرى للدولة في الضبط وإعمال القانون والمسؤولية المقرونة بالمحاسبة والوضوح والشفافية في تدبير الآليات الديمقراطية في تسيير الشأن المحلي.
(الناخب الكبير) يعي هذا، لكنه يتمادى في غيّه وتعنته ونصب حبال مكائده متوهّما أن ذلك من شأنه أن يقوي شوكته ويصقل هيبته ويظهره بالمظهر المفاوض الكبير الذي ترتعد له فرائص بعض المستشارين الذين أخذتهم العزة بإثم المصالح وقضاء الحوائج وبيع الذممم و”لحيس الكابا”. وما ينطلي على العمل الجماعي ينطلي على بعض الإدارات والمسؤولين الترابيين الذين يسبحون في فلك مصالح “الناخب الكبير” صاحب الصولة والصولجان الآمر الناهي و”حلاّل” ما استُعصي من العقد.
إنه وضع شاذ لا يستقيم مع مرتكزات الدولة المغربية الحديثة التي يريد جلالة الملك وشرفاء هذا الوطن إرساء بُنيانها وترسيخ معالمها.
نعم، الوضع الذي يتمادى في تكريسه الناخب الكبير عُنوة ثبت فشله الذريع مع المدعو إلياس الذي جنا على نفسه كما جنت على نفسها براقش فأصبح مذموما مذحورا كالبعير الأجرب تتقزّز منه الأنفس الأبيّة وتَمُجُّه الضمائر الحيّة …. وبئس مصير المتنطّعين.