تباين ردود الفعل بالمغرب على قرار التطبيع مع إسرائيل..

admin
تقارير وتحليلات
admin12 ديسمبر 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
تباين ردود الفعل بالمغرب على قرار التطبيع مع إسرائيل..

تباينت آراء ومواقف المحللين والنشطاء المغاربة حول قرار المغرب التطبيع مع إسرائيل من جهة، والاعتراف الأمريكي المفاجئ بسيادة المغرب على الصحراء الغربية من جهة أخرى.

هناك من يعترض على استخدام مصطلح تطبيع العلاقات على اعتبار أن المغرب ربطته علاقات مع إسرائيل في السابق تمثلت في وجود مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط والذي بادر المغرب بإغلاقه عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000. وهناك من يعتبر هذا التقارب “انتكاسة وخيانة للقضية الفلسطينية”.

يرفض المحلل السياسي المغربي حسن بوقنطار الحديث عن تطبيع العلاقات قائلا “العلاقات المغربية الإسرائيلية، كانت قائمة عبر التاريخ” بدءا بالجالية اليهودية التي عاشت على أرض المغرب منذ عدة قرون وهجرة اليهود المغاربة لإسرائيل.

ويقول بوقنطار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط لرويترز “أتحفظ على مصطلح التطبيع، لأن العلاقات الإسرائيلية المغربية ليست وليدة اليوم، فنحن عدنا إلى مرحلة ما بين 1994-2000 حين كان مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط مفتوحا” قبل أن تغلقه الرباط بسبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وأشار بوقنطار إلى العلاقة الروحية الوطيدة التي تربط اليهود المغاربة بالمغرب “على اعتبار أن العاهل المغربي هو أمير المؤمنين وارتباط إمارة المؤمنين بالديانتين الإسلامية واليهودية على حد سواء”.

وأوضح أن “الجنسية المغربية لا تسقط” وهو ما يبقي نحو مليون يهودي من أصل مغربي ويعيشون في إسرائيل محتفظين بجنسيتهم المغربية.

وأضاف “المتغير الآن هو مكسب القضية الوطنية” في إشارة إلى قضية الصحراء ، التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه، ويتنارع مع جبهة البوليساريو عليها منذ نحو 45 عاما.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد اعترف يوم الخميس في اتصال هاتفي مع العاهل المغربي بسيادة المغرب على الصحراء وهو ما اعتبره المغرب سابقة تاريخية في النزاع القائم بين المغرب وجبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر.

واعتبر بوقنطار أنه “لا يمكن أن نربط بشكل متعسف أو نفصل بين الموقفين” مشيرا إلى موقف فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء. وأضاف “الموقفان مختلفان”.

أما بخصوص تداعيات التقارب المغربي الإسرائيلي على القضية الفلسطينية، فصرح بوقنطار بأن “بلاغ الديوان الملكي كان واضحا”.

وجاء في بيان للقصر الملكي أن العاهل المغربي أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أطلعه فيه على فحوى اتصاله مع الرئيس الأمريكي وأبلغه بأن “موقفه الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير” كما أكد له أن “المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع”.

وأشار بوقنطار أيضا إلى الاستثمارات الأمريكية في منطقة الصحراء المغربية، والتي فاقت مؤخرا 5 مليار دولار، وكذلك افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة بالصحراء.

وقال إن الولايات المتحدة “تثق في مؤهلات المنطقة الاقتصادية والاستثمارية، كما أن مشروع أنبوب الغاز النيجيري سيمر من المنطقة نحو أوروبا، وهذا من شأنه أن يلغي الدور الاستراتيجي للجزائر”.

كما علق  محمد بودن المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، لرويترز على القرارين المغربي – الإسرائيلي، وقرار اعتراف أمريكا بسيادة المغرب على الصحراء المغربية،  قائلا إن المغرب “يمارس سيادته الفعلية على الصحراء منذ حدث المسيرة الخضراء والسيادة ليست وليدة اليوم”.

واستعاد المغرب الصحراء من الاستعمار الإسباني في العام 1975، بعد تنظيمه لمسيرة شعبية سلمية -المسيرة الخضراء- التي شارك فيها 350 ألفا من المتطوعين المغاربة. لكن جبهة البوليساريو التي تأسست بعد ذلك بعام وحملت  السلاح في وجه المغرب تطالب بانفصال الإقليم الغني بالثرواث الطبيعية وعلى رأسها الأسماك والفوسفات.

وأضاف “قرار الولايات المتحدة الأمريكية المتمثل في الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، يفتح أفقا استراتيجيا جديدا في المنطقة” على اعتبار أن “القرار صادر عن دولة لها هيبة عالمية ودائمة العضوية في مجلس الأمن و حاملة القلم في صياغة قرارات الأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء المغربية وأحد ابرز مجموعة أصدقاء الصحراء”.

ويرى بودن أن “الموقف الأمريكي مدرك لأهمية المغرب ودوره في المنطقة كقوة إقليمية لا تقف في الطابور.. منح للمغرب فرصة لا تقف عند بعض المسلمات في حدود معينة أو أبعاد مختزلة، رغم أن العلاقات المغربية الأمريكية لم تخرج أبدا من دائرة التحالف الاستراتيجي”.

وأضاف “لكن كان لازما تسجيل هذه النقطة الذهبية بشكل براجماتي يتناسب مع المصالح الوطنية”.

وتوقع أن “يرفع هذا القرار من تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في مجمل العلاقات الدولية المتعلقة بالمغرب، وقضية الصحراء المغربية، وسيكرس رؤية سياسية أمريكية واضحة حول ملف الصحراء المغربية، تتجاوز دعم مبادرة الحكم الذاتي في مجلس الأمن والأكثر من هذا سيدفع عددا من حلفاء الولايات المتحدة في العالم للسير على خطاها”.

لكن كل هذه التطورات حسب بودن “لن تكون على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن إلا أن تكون قوة دفع لدعم إقامة الدولة الفلسطينية، حيث أن مواقف المغرب ثابتة ومتأصلة بشأن القضية

الفلسطينية والقيادة الفلسطينية تدرك أهمية الدور المغربي وحضوره التاريخي في الملف و لذلك فإنها ستتفهم وتراعي هذا التطور وهذه الخصوصية التي يتمتع بها المغرب”.

من جهة أخرى عبرت منظمات حقوقية، ومنظمات للمجتمع المدني عن صدمتها و”خيبتها” من قرار التطبيع.

وأصدرت جماعة العدل والإحسان الإسلامية المغربية بيانا، وصفت فيه قرار التطبيع مع إسرائيل “بالفاجعة”.

واعتبرت الجماعة أن “هذه الخطوة غير محسوبة العواقب”. كما وصفت “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة” المقربة من العدل والإحسان الخطوة “بالمدانة لأنها طعن للقضية الفلسطينية وخذلان للشعب الفلسطيني وإهانة للشعب المغربي الذي ظل رافضا للتطبيع ومناصرا للحق الفلسطيني”.

أما “الشبكة الوطنية للتضامن مع الشعوب” المقربة من حزب النهج الديمقراطي المنتمي لأقصى اليسار، فقد وصفت اليوم الذي أعلن فيه التطبيع المغربي الإسرائيلي، “بالأسود” ويتنافى مع “موقف الشعب المغربي وقواه الحية ويشجع على استباحة الدم الفلسطيني”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.