تطرّقت أسبوعية “الأيام” للحرب الدبلوماسية الشديدة التي تشهدها المملكة، موردة أن معالمها بدأت تطل برأسها منذ أشهر قليلة، بدءا من الصراع المفتوح مع الجزائر إلى الصراع الصامت الذي تقوده فرنسا وما له من ارتدادات على مصالح الطرفين، إلى فورة الغاز والبترول التي تضع أوراقا عديدة بيد حكام الجزائر، ثم التحولات السياسية التي تعرفها أمريكا اللاتينية التي أتت باليسار الراديكالي إلى سدة الحكم في العديد من دولها.
وتعليقا على الموضوع، قال سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية مدير مختبر الدراسات السياسية والقانون العام، إن الأزمة بين فرنسا والمغرب عميقة بالفعل، مرجعا التباعد إلى عدم وجود مقربين من ماكرون كانوا دوما على تواصل مع المملكة وجسورا للتواصل بين البلدين.
وأبرز الأستاذ بجامعة محمد بنعبد الله بفاس أن أي تغير في توازن القوى بالمنطقة، قد يؤدي إلى اضطرابات أمنية تكون لها تداعيات عابرة للحدود.
واعتبر عبد الرزاق الزرايدي بنبليوط أن المغرب يواجه تحديات جيو-استراتيجية كثيرة، سواء في محيطه الإقليمي أو على مستوى عالم غير مستقر يعاني من آثار مدمرة لوباء كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا ضرورة تمتين الجبهة الداخلية والبحث عن بديل لفرنسا على المدى البعيد.
أما أحمد نور الدين، خبير في العلاقات الدولية، فقد قال في حوار مع “الأيام” إنه لا يرى وجودا لأي صراع بين فرنسا والمغرب، بدليل الإقامة الطويلة للملك محمد السادس في باريس، كما اعتبر أن كل وسائل الإعلام التي تحدثت عن الأزمة الصامتة بنت تقديراتها على فرضيات مردود عليها، دون أن ينفي وجود اختلاف في التقدير بين باريس والرباط حول مجموعة من الملفات.
وبالنسبة للصراع على مستوى الأمم المتحدة حول قضية الصحراء، رد أحمد نور الدين بأن “المكان الوحيد الذي يمكن أن نحسم فيه النزاع بشكل نهائي، هو اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المسماة: لجنة تصفية الاستعمار”.