(بقلم :هشام بومهدي)
ازدانت مدينة تاوريرت حاليا بلمسة من الخضرة لقيت استحسان الساكنة، حيث تم غرس أشجار في مختلف المحاور والأحياء، وإحداث أو تهيئة مساحات خضراء، بالإضافة إلى تزيين الساحات والحدائق العمومية بالنباتات والأزهار.
ويتعبأ التقنيون والعاملون بمصلحة البستنة والمساحات الخضراء بجماعة تاوريرت بشكل يومي للقيام بهذه العملية التي تروم تحسين إطار عيش المواطنين وتطوير النسيج الحضري الأخضر.
ورحبت ساكنة المدينة كثيرا بهذا العمل، معربة عن إشادتها بالتحسن الملموس المسجل على مستوى الساحات العمومية والحدائق ومختلف فضاءات المدينة، وضمنها الفضاءات التي أحدثت في إطار برنامج التأهيل الحضري، بما في ذلك حديقة البساتين وحديقة المنظر الجميل، قبالة مقر عمالة الإقليم، وحديقة أمكالة التي أحدثت مؤخرا.
وأوضحت سميرة بشيري، مسؤولة مصلحة البستنة والمساحات الخضراء بجماعة تاوريرت، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الأمر يتعلق بخلق بيئة صحية ومفيدة لصحة المواطنين، مما يساهم في تحسين إطار عيش الساكنة وإضفاء لمسة خضراء على المشهد الحضري أمام زحف الإسمنت”.
وحسب السيدة بشيري فإن هناك وعيا حقيقيا بتاوريرت، كما هو الحال في مناطق أخرى، بأهمية إنشاء وصيانة المساحات الخضراء والتشجير الحضري، بالنظر إلى كونها تدابير تساهم في المحافظة على البيئة والصحة العامة، وتؤثر إيجابا على معنويات السكان ومستخدمي المساحات الحضرية.
وفي الواقع، يؤكد الخبراء باستمرار على أهمية إضفاء لمسة خضراء على المدن وتأثيرها الكبير على تحسين إطار العيش الفردي والجماعي، فضلا عن دورها الإيجابي في تعزيز التنوع البيولوجي والحد من تأثير التغيرات المناخية.
من جهة أخرى، يشجع التجديد الحضري الأنشطة البدنية ويساهم في تحسين جودة الهواء، وهو إسهام لا يقدر بثمن في ظل التداعيات السلبية للنمو العمراني وزحف الإسمنت.
وأشارت السيدة بشيري إلى أنه، في سياق الاهتمام العالمي بالبيئة، انخرطت مدينة تاوريرت في إحداث مساحات خضراء جديدة، وعمليات لغرس الأشجار في الأحياء والمحاور الرئيسية، بالإضافة إلى الصيانة الدائمة وتزيين المساحات الخضراء الموجودة.
وأوضحت أنه تم تخصيص غلاف مالي مهم للمساحات الخضراء، بالرغم من أن قيمته تختلف من سنة إلى أخرى. وقد بلغ الغلاف المالي لهذه السنة حوالي 200 ألف درهم.
وأضافت أنه “فضلا عن هذه العملية، نقوم بشكل دوري بعمليات لصيانة الأشجار بهدف الحفاظ عليها والنهوض بالتراث النباتي الحضري، بالإضافة إلى عملية السقي اليومي، بواسطة شاحنات صهريجية وخراطيم مياه، في انتظار تعميم تقنيات الري بالتنقيط”.
وفي الواقع، فإن الانشغال بإضفاء لمسة خضراء على المدن يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحفاظ على الموارد واقتصاد المياه، من خلال الحرص، من بين أمور أخرى، على إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة في سقي المساحات الخضراء، وتعزيز تقنيات الري الصغيرة الموضعية.
والأكيد أن الجهود المبذولة لإضفاء لمسة خضراء على المشهد الحضري بمدينة تاوريرت هي من دون شك مفيدة وجديرة بالثناء. ويلزم الآن العمل على المحافظة على هذه الفضاءات الخضراء واستدامة هذه المكتسبات بما يعود بالنفع على المدينة وسكانها.