حين أمر الحسن الثاني بإعتقال تشي جيفارا في المغرب

admin
مشاهير
admin20 يونيو 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
حين أمر الحسن الثاني بإعتقال تشي جيفارا في المغرب

تمر هذه الأيام الذكرى الستون للزيارة التي قام بها المناضل الشهير تشي جيفارا، بعد أشهر قليلة لانتصار الثورة الكوبية إلى دول في إفريقيا وآسيا من بينها مصر وسوريا والسودان والمغرب.

كما زار هذا المناضل الذي أصبح رمزا عالميا السودان مع وفد كوبي، وزار قبيل ذلك مصر، ومن القاهرة توجه عن طريق البر إلى قطاع غزة الذي كان يخضع حينها للإدارة العسكرية المصرية، وقطع مسافة 540 كيلو مترا.

وفي زيارته القصيرة إلى غزة، تجول تشي جيفارا في عدد من مخيمات اللاجئين ومنها البريج، ولقي خلال تجواله ترحيبا كبيرا من المسؤولين الفلسطينيين ورؤساء البلديات وسكان .

ويعد تشي جيفارا، الأرجنتيني الأصل بطلا قوميا شارك في قيادة الثورة الكوبية عام 1959 نحو النصر، وتحول إلى بطل عالمي بعد أن تخلى عن منصب وزير الصناعة في كوبا لخوض معارك جديدة في أمريكا اللاتينية.

وفي بوليفيا، نجحت الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الجيش البوليفي في اعتقال تشي جيفارا في أدغال هذا البلد وتصفيته عام 1968.

وبعد مقتله في بوليفيا زادت شهرة في جميع أرجاء العالم، وأصبح أيقونة للنضال ورمزا ثوريا لحركات التحرر في العالم وخاصة تلك التي تحمل توجها يساريا.

و في شهر غشت 1959، حل وفد كوبي يرأسه أرنستو تشي غيفارا بالمغرب. الأمير مولاي الحسن أمر محمد الغزاوي المدير العام للامن الوطني آنذاك باعتقاله.
عبد الله إبراهيم الذي كان يشغل حينها رئاسة الحكومة يحكي تفاصيل هذه النازلة بقوله: « بناء على دعوتي الرسمية لغيفارا لزيارة المغرب، فوجئت في أحد الأيام بأحد نشطاء الحزب يبلغني وأنا في رئاسة الحكومة، بأن غيفارا موجود في أحد فنادق الرباط قرب محطة القطارات تحت حراسة أمنية مشددة، بتعليمات من محمد الغزاوي المدير العام للأمن الوطني، ولدى اتصالي بهذا الأخير مستفسرا عن أسباب هذا الاحتجاز، أجابني بأنه إنما ينفذ بذلك تعليمات(سميت سيدي) ولي العهد، قلت له بأن تصرفه لا يمكن قبوله، ذلك أن زيارة غيفارا للمغرب جاءت بدعوة رسمية مني، وبالتالي فإن اعتقاله أو الترحيب به مسألة تتعلق برئيس الوزراء دون سواه (…). لم أغادر فندق(باليما) حتى أنجزت التدابير الخاصة بالإفراج عن غيفارا ورفاقه الأربعة من كبار موظفي الدولة الكوبية الوليدة. وفي اليوم التالي، باشرنا محادثاتنا الرسمية، والتي صورت بكاميرات السينما، ونشرت صورها في الصحافة المكتوبة آنذاك، وفي مسعى لمحو آثار الاحتجاز المؤسف المذكور آنفا، قمت بنقل الوفد إلى مدينة مراكش، حيث خيرتهم ما بين الإقامة بأحد الفنادق الكبرى، أو الإقامة في أحد إقامات الدولة في حي (المواسين) الشعبي، فاختاروا الإقامة الأخيرة حتى يبقوا على مقربة من الشارع المراكشي، ولقد قمت بهذه المبادرة لتخفيف مضاعفات حادثة الاعتقال المؤسفة ».
ويروي عبد الله إبراهيم « كان الغزاوي يعتمد في علاقاته الوثيقة آنذاك على صديقه الملك محمد الخامس، لكن محمد الخامس عاتب صديقه بعد إقدامه على اعتقال غيفارا بالمغرب، لدرجة أن محمد الخامس صرح قائلا: « ويبقى من بين أسوء العمليات الأمنية التي تورط فيها محمد الغزاوي على عهدي كرئيس للوزراء اعتقال الوزير والمناضل الكوبي أرنستو تشي غيفارا ورفاقه الأربعة، في فندق باليما بالرباط في أواخر شهر غشت1959، وقد تدخلت بحزم لحل هذا المشكل، لاسيما وأن هؤلاء كانوا ضيوفا رسميين لدي ».

RT / رسبريس

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.