قال الأستاذ الجامعي عبد الواحد أكمير، الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، إن الموقف الإسباني الجديد بشأن الصحراء المغربية، “يدخل في إطار ما يمكن تسميته ب الواقعية السياسية”.
وأوضح أكمير، في معرض تعليقه حول المحادثات الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس، الخميس، مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن كل التقارير، التي كانت تكلف بها الحكومة الإسبانية مراكز التفكير الاستراتيجي وصنع السياسات مثل المعهد الملكي (إلكانو)، تجمع على أن الحل الوحيد الممكن لملف الصحراء هو خيار الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.
وأضاف الخبير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه يمكن اليوم الحديث عن محور جديد في العلاقات الدولية المتمثل في محور الرباط – مدريد، معتبرا أنه محور هيكلي ثلاثي الأبعاد، يتمثل البعد الأول في العلاقة بين بلدين وستحقق تقدما في بين المغرب وإسبانيا، معتبرا أن هذه العلاقات متشابكة تضم الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والثقافي.
أما البعد الثاني، يضيف أكمير، فيتمثل في العلاقات بين قارتين حيث يمكن لإسبانيا الرهان على المغرب للوصول إلى العمق الإفريقي. ومن جهة أخرى، يمكن للمغرب الرهان على إسبانيا للوصول إلى الاتحاد الأوربي، وأمريكا اللاتينية التي تربطها بإسبانيا علاقات تاريخية، فضلا عن حضور وازن في الجانب الاقتصادي يمكن أن يستفيد منه المغرب.
في ما البعد الثالث من محور الرباط – مدريد فيشمل ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فالجنوب ممثلا في المغرب والشمال في إسبانيا، ويمكن أن يهم المجال الأمني والاستخباراتي من خلال محاربة الهجرة السرية والجريمة المنظمة والإرهاب والمخدرات.
وخلص الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية إلى أن كل هذا يمنح المغرب دورا إقليميا فاعلا وهو ما تبين من المواقف التي عبرت عنها، مؤخرا، قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوربي.