كشفت معلومات أوردتها يومية “الصباح” عن
نشاط شبكة دولية تحترف الدعارة، استغلت الهوية البصرية لشركات اتصالات مغربية
للنصب والاحتيال وابتزاز الضحايا.
وكبدت الشبكة خسائر مالية كبيرة للشركات سالفة الذكر،
قدرتها مصادر مطلعة بالملايير، إذ عمدت إلى الاحتيال على زوار موقعها الإلكتروني
بنشر أرقام هاتفية محلية مستغلة الهوية البصرية لشركات اتصالات مغربية، وحث زوار
الموقع (يتضمن اسم المغرب) على الاتصال بفتيات مغربيات بوجوه مكشوفة ووضعيات جنسية
مخلة بالحياء.
ودون علم المتصل يضيف نفس المصدر الإعلامي يتم
تحويل المكالمة نحو مكالمة دولية بتسعيرة تجارية باهظة، إذ تقود الأرقام الهاتفية
المتصلين إلى شركات أخرى توجد في مدغشقر والولايات المتحدة الأمريكية، لتكبد هذه
القرصنة الشركات المغربية خسائر كبيرة .
وقالت المصادر نفسها إن الموقع الإلكتروني تشرف عليه
شبكة دولية تحترف الدعارة، وصممه مهندسو معلوميات بتقنيات متطورة، حتى لا يتم
الكشف عن هوية أصحابه، إذ اكتروا “خوادم إلكترونية” مجهولة، وتشرف عليه شركات
وسيطة مختصة في المعلوميات دورها حجب فضاء تصوير الفتيات أو مكان بثه، موضحة أن
الأمر يتعلق بشبكة إجرامية تنشط على الصعيد الدولي في ممارسة الدعارة والبغاء عن
طريق الشبكة العنكبوتية، عبر استخدام عقارات ومعدات لوجيستيكية وموارد بشرية لهذا
الغرض، والهدف منها تحقيق أرباح مالية. ولم تستبعد المصادر ذاتها أن يتم التقاط
صور الفتيات الفوتوغرافية في شقق بالمغرب، مشيرة إلى أن تقنيات التصوير تبين أنها
التقطت في غرف مجهزة بكاميرات حديثة وهواتف ثابتة، إضافة إلى حواسيب ثابتة
ووحداتها المركزية.
ولا تخفي المغربيات في الموقع الإلكتروني نفسه وجوههن أو
المدن اللائي يستقررن بها، إذ يعرض صورهن في وضعيات مخلة بالحياء لارتدائهن ملابس
كاشفة ومثيرة، وبعضهن يجرين اتصالات هاتفية عاريات مع الزبناء عبر الهاتف من خلال
الانترنت، خاصة أنهن خضعن إلى “دروس” حول كيفية التواصل مع الزبناء عبر الأنترنيت
واستدراجهم للدعارة.
وتعمل ممتهنات الدعارة بالشبكة نفسهاعن طريق الإجابة عن
النداءات الهاتفية، والحديث إلى الزبناء ب”الدارجة”، وإطالة الحديث معهم وإثارة
شهواتهم الجنسية إلى حين انقضاء مدة محددة من الوقت، وعرض مفاتنهن على الزبناء من
خلال الكاميرات المثبتة فوق شاشات الحواسيب، بعد ارتداء ملابس شفافة.
ولم تخف المصادر ذاتها أن وجود وسطاء يتكلفون باستقبال
الفتيات الراغبات في الحصول على عمل ويشجعهن على امتهان الدعارة، إذ يتم تلقينهن
أساليب الحديث المثير للشهوة الجنسية، أو ما يصطلح عليه بالدردشة الساخنة، مشيرة
إلى أن الأمر يمتد، في بعض الأحيان، إلى ابتزاز المتصلين أو الفتيات في حال إبداء
رغبتهن في التخلي عن العمل.