خصص (راديو ادماج) ، الذي يبث إرساله انطلاقا من المركب السجني عكاشة في الدار البيضاء ،شبكة فقراته الاذاعية أمس الجمعة لتخليد اليوم العالمي للمرأة المحتفى به في الثامن مارس من كل سنة ، من خلال العديد من البرامج الموجهة للنساء نزيلات المركب السجني ، و الهادفة تسليط الضوء حول دورهن في المجتمع كأمهات ومربيات و فاعلات في التنمية. وهكذا ، فقد تولى سجناء ، و نزلاء سابقون في هذا المركز و فاعلون في المجتمع المدني ، تنشيط الفقرات الاذاعية لراديو ادماج بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ،من خلال التطرق لمواضيع مختلفة تتعلق بوضعية النساء السجينات ، من قبيل إعادة الادماج ، وثقافة المواكبة بعد الافراج ،من خلال المشاريع والمبادرات الرائدة لفائدة نزيلات المؤسسات السجنية ، بهدف تحويل السجن إلى فضاء لإعادة الاندماج في المجتمع.
وأكد معد برامج راديو إدماج يونس العثماني أن هذه المحطة الإذاعية “تعيد الاعتبار للنساء نزيلات المركز وتخصص لهن برامج هادفة تبرز دورهن في المجتمع بعد الافراج عنهن”.
وأضاف قائلا “نحن واعون بالدور الهام الذي تضطلع به وسائل الإعلام في رفع مستوى الوعي والإرشاد لدى المواطنين بشكل عام ونزلاء المراكز السجنية على وجه الخصوص” ، مشيرا إلى أنه من خلال تخليد هذا اليوم ” اعتمد راديو إدماج سياسة القرب نظرا لكون الفقرات المبرمجة موجهة بشكل خاص لنزيلات السجن المحلي عين السبع “.
وأبرز أنه تم بالمناسبة بث سلسلة من البرامج ، تتعلق بمواضيع قانونية وفنية وترفيهية ، فضلا عن رصد جوانب من حياة السجينات السابقات اللواتي نجحن في إعادة إدماجهن في المجتمع بنجاح ، إذ أضحين نساء مقاولات .
من جانبها، أعربت مديرة السجن المحلي عين السبع 2 للنساء ، فاطمة أوقبيش عن اعتزازها بالدور الهام الذي تلعبه إذاعة إدماج من خلال تخصيص برامجها عبر الأثير للنساء في هذا اليوم العالمي ، مشيرة إلى أن هذه المؤسسة السجنية ” عملت جاهدة من أجل ترسيخ ثقافة المبادرات لصالح السجينات ، بهدف تحويل السجن إلى فضاء لإعادة الاندماج في المجتمع.”
و بعد أن ذكرت بأن عقوبة السجن ليست مرادفة للتهميش أو الإقصاء أو الحرمان من إعادة الإدماج الاجتماعي ، أكدت السيدة أوقبيش أن نتائج الجهود المبذولة في مجال إعادة الإدماج يمكن ملامستها بمجرد الافراج ، لا سيما في ما يتعلق بالتعليم والتكوين المهني والأنشطة الثقافية والاجتماعية.
وأشارت في هذا الصدد ، إلى التحسن المسجل على المستوى الثقافي للنزيلات مقارنة مع زميلاتهن خلال العقود الماضية ، حيث أنهن يستغلن معظم الوقت الذي يقضونه بهذه المؤسسة في التعلم وممارسة الأنشطة الاجتماعية والثقافية الأخرى، مبرزة أن الكثير منهن يواصلن حاليا دراستهن الجامعية والثانوية.
و أشادت إيمان ، وهي نزيلة في المركز حيث تواصل دراستها في سلك الماستر ، بهذه المبادرة التي تخصص سلسلة كاملة من البرامج إلى المرأة النزيلة بهدف “اسماع صوتها والتعبير عن مشاعرها و الحديث عن مشاريعها المستقبلية بعد الافراج عنها ” .
وقالت “أنا حاصلة على شهادات عليا ، وأستفيد حاليا من برنامج في التكوين المهني وأخطط لخلق مشروع شخصي عندما أغادر المؤسسة السجنية”.
وتبث هذه المحطة الإذاعية برامجها ، في البداية من سجن عوكاشا 1 ، عبر مكبرات الصوت ، للوصول إلى فئات مختلفة من السجناء من كلا الجنسين ، بما في ذلك القاصرين، في انتظار تعميم تجربة برامج هذا المنبر الاعلامي على المؤسسات السجنية الأخرى في المغرب.
وكانت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج قد اطلقت في شتنبر الماضي البث الرسمي لاذاعة ادماج ،و التي تعتبر المبادرة الأولى من نوعها على المستوى العربي والإفريقي، و تندرج ضمن مقاربة إستراتيجية تهدف بشكل رئيسي إلى تهذيب سلوك السجين، مع إعادة دمجه على المستوى الاجتماعي، بعد انتهاء عقوبته، بغية الحد من ظاهرة العودة إلى الإجرام.
و مشروع (راديو إدماج) هو ثمرة تعاون بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ،و المجلس الوطني لحقوق الانسان ،و الرابطة المحمدية للعلماء ،و مؤسسة محمد السادس لاعادة إدماج السجناء ،و الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية.