ضمن مواهب وابداعات .. قصة الست بهية .. للمبدع يحي زروقي..

admin
2023-05-17T01:14:40+02:00
مواهب وابداعات
admin17 مايو 2023آخر تحديث : منذ سنتين
ضمن مواهب وابداعات .. قصة الست بهية .. للمبدع يحي زروقي..

يحي زروقي 

..رأت الست بهية رؤيا ظهر فيها ابنها “زاهر” وهو يرتدي رداءَ أبيضَ وغرة على جبينه، والنور  بين يديه. رقصت الست فرحا، وطلقت النوم طلاقا بائنا، وانتظرت حتى أزاح الصبح اللثام عن وجنتيه الموردتين، فقصدت الشيخ “صفي الدين”، وهو عالم جليل لا يستعصي عليه حلم، أو رؤيا هكذا أكدت لها جارتها الشيخة “نعمة الله”. لم تتردد الست بهية لحظة، وقصدت مسجد الست زينب صاحبة الكرامات، وبعدما أدت صلاة الصبح، انتظرت خروج المصلين، فجاءت على استحياء كأنها تقف على رؤوس أصابع قدميها الصغيرتين. وبينما يهم الشيخ صفي الدين بالخروج إذ سمع سعالا، ففهم أن المسألة تتعلق بأمر ذي بال، فبادرها قائلا: “نعم يا أمة الله كلي آذان مصغية”، فحكت له الرؤيا، فنظر مليا، وفرك لحيته الكثيفة والبيضاء، ثم بسمل، وحوقل، وصلى على الحبيب المصطفى ثلاث مرات، وقال: “خيرا خيرا إن شاء الله يا أمة الله”. فترة صمت كادت تذيب الست بهية وكأنها أمام مقابلة شفهية. ظلت تطمئن نفسها، وتناجيها “إن شاء خيرا”. أخيرا سعل أبو الهول إيذانا بالتحدث، والإنصات، والإذعان المطلق لما سينطق به:” إنها الحرية ياست. سيخرج ابنك عند بدر التمام، وتلك الغرة هي البدر المتلألئ في السماء المكسوة بالغيوم البيضاء”. ابتسمت الست بهية، وانفرجت أساريرها حتى بدت حبة الزين من على وجنتيها مما أشعل نار الفتنة في فؤاد الشيخ الذي لم يتردد لحظة في تجديد طلبه القديم بعد وفاة بعلها المرحوم الشيخ “بهاء الدين” رفيق دربه في دار الصحوة والهداية، وإمام المسجد قبله. لم تبد الست شيئا، وانصرفت وجلة خجلة مثل بنت الأشراف في هودجها. مر الشهر الأول ولم يخرج ابنها، ومر الثاني، والثالث، وحارت الست بهية في الأمر، فقصدت الشيخ صفي الدين مرة أخرى، واستفسرت عن عدم إطلاق سراح وليدها الوحيد، فأجابها الشيخ:”ياست. كي يعانقَ ابنك الحرية عليك أن تتحرري من قيود المرحوم، وتحل عليك بركات الشيخ صفي الدين وكراماته.”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.