السكرتيرة..قصة للمبدع يحي زروقي..

admin
2022-09-23T17:20:50+02:00
مواهب وابداعات
admin22 سبتمبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
السكرتيرة..قصة للمبدع يحي زروقي..

“جاءك الموت يا تارك الصلاة” بهاته العبارة خاطب مدير مؤسسة التأمينات مساعده التقني الذي حمل إليه نبأ زيارة لجنة مركزية في القريب العاجل.ظل السيد المدير يهمهم،ويتوجع مثل قطة حامل،منذ أمس لم يتناول شيئا اللهم فنجان قهوة بدون سكر علها تساعده على التركيز.اجتمع بموظفيه،وحثهم على الحضور والانصراف في الوقت،وكل من خالف التوجيهات سيعرض نفسه للإعفاء.شيء واحد كان يؤرقه سي مليم وهو موظف شبح لايأتي إلا نادرا،لكنه يملك أسرار المدير وبعض ملفاته السوداء لاسيما قضيته الأخلاقية مع سكرتيرته التي بسببها أصبح مديرا”صغيرا” للوكالة الجديدة بعدما كان مسؤولا عاما لكل شركات التأمين.أصدر تعليماته لعمال النظافة والبستنة بأن يجعلوا من شركته قصرا مشيدا يسر الناظرين،ولايهم المصاريف.في ظرف يومين كانت الوكالة من أجمل الشركات،وهو الأمر الذي طمأن السيد المدير،وجعله يرتاح نسبيا.في اليوم الثالث،والرابع ،والعاشر…لم يأت أحد مما ساوره الشك في أن الخبر مجرد دعاية كيدية،فنادى المساعد التقني،ثم وبخه،وأجبره على أن يفصح عن مصدر الخبر،فلم يتردد في ذلك.مر حوالي شهر،ونسي المدير الخبر بالمرة،وعادت ريما إلى عادتها القديمة إلى أن حل اليوم المشؤوم،وفوجئ المساعد التقني بوقوف سيارة سوداء فارهة تحمل أرقاما رسميةثم تخرج منها أنثى رائعة الجمال،تبدوعلى ملامحها صرامة مبالغ فيها،وتخفي النظارة الشمسية مقلتيها السوداوين الواسعتين مثل فوهة كلاشينكوف.كان يرافقها شابان ضخمان يرتديان بدلة سوداء ظلا يفسحان الطريق بيديهما الغليظتين.أومأت السيدة الحديدية للمساعد التقني بأن يدنوَ قليلا،ففعل،لكن البودي كارد حذره من الاقتراب أكثر.تلعثم المساعد التقني،وابتسم ابتسامة صفراء مصطنعة عله يكفر عن ذنبه،لكن دون أن تعيره السيدة بالا. اقتحمت الوكالة،واتجهت نحو المصعد الكهربائي،فوجدته معطلا،واضطرت إلى الصعود عبر الدرج،فكان البلاط قذرا:بصاق،بقايا سجائر،أوراق مناديل،وروائح كريهة تنبعث من مكاتب الموظفين.

لم تتردد السيدة الحديدية في اقتحام المكاتب،ولم تجد سوى موظفة تتناول وجبة إفطار،فوبختها أيما توبيخ،وهددتها بالعقوبة.خرجت المديرة من المكتب وهي تزمجر كريج الجنوبي متجهة نحو مكتب السيد المدير الذي انشغل بمداعبة سكرتيرته الجديدة،وكم كانت المفاجأة..ا حينما تلاقت النظرات حيث لم يصدقا معا هذا اللقاء،فمن كان يظن أنه سيلتقي بسكرتيرته القديمة صاحبة الملف السابق،وقد أصبحت مسؤولة عامة عن قطاع التأمين.في البداية اطمأن،فلربما حنت إلى أيام خالية جمعتهما معا في هذا المكتب بالذات.حاول أن يستميلها،ويذكرها بالأيام الخوالي،ودون تردد صرخت السيدة المديرة في وجهه،وطلبت منه كشفا مفصلا لحساب الموسم الحالي وسابقه.تلعثم المدير،ولم يصدق أن الأمر جدي.،فكررت صرختها المدوية،وأدرك أن الأمر لايحتاج إلى مداهنة، أومجاملة ،وهنا تذكر عبارته”جاءك الموت…” . لم يجد ولا وثيقة،فتح فاه،ورفع الراية البيضاء .تذكر أنه أعدم كل الوثائق التي تدينه باقتراح من المساعد التقني المشؤوم،فوضع كفه على جبينه تعبيرا عن خيبة أمله،ويأسه القاتل كمن غطس في  بركة آسنة لطخت ثيابه الجديدة.تفرس في السيدة الحديدية،وصاح:”مستحيل،مستحيل،ماكنت أظن أن الفضيحة الأخلاقية تُرَقِّي فلانا،وتضع علانا “.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.