شغلت الجريمة المروعة التي راح ضحيتها 3 سائقين يعملون في شركة يسير (نسخة أوبر الجزائرية)، الرأي العام الوطني في الجزائر بفعل تفاصيلها المجنونة التي تشبه قصة “ريا وسكينة” المصرية.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث كانت العصابة تستدرج سائقي “يسير” إلى مزرعة بمنطقة مصطفى بن إبراهيم بولاية سيدي لعباس شمال غرب الجزائر، ثم تجهز عليهم بغرض سرقة مركباتهم وإعادة بيعها.
وبدأ التحقيق في القضية، بعد شكاوى عائلات السائقين الضحايا الذين لم يظهر لهم أثر، ما حرك المصالح الأمنية التي انتبهت لوجود قاسم مشترك يتعلق بكون المختفين يشتغلون جميعا باستعمال تطبيق “يسير”.
وهنا، بدأت تتكشف خيوط الجريمة، في أن قاتلا واحدا يكون وراء حوادث الاختفاء، إلى حين التوصل ببلاغ لأحد لأشخاص كشف فيه عن وجود ضحايا مدفونين في نفس المكان لينكشف كل شيء.
وفي إفادة لوكيل الجمهورية لدى محكمة سفيزف (مجلس قضاء سيدي بلعباس)، ذكر أنه تم إيداع خمسة متهمين الحبس المؤقت ووضع اثنين منهم تحت الرقابة القضائية، للاشتباه في تورطهم في القضية.
وأوضح المتحدث خلال مؤتمر صحافي أنه بعد استجواب المشتبه فيهم، تم تقديمهم أمام قاضي التحقيق بتهمة تكوين جمعية أشرار لغرض الاستعداد لارتكاب جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتهمة المشاركة في جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتهمة السرقة المقرونة بظروف التعدد والليل، وتهمة استحضار مركبة، وتهمة إخفاء أشياء مسروقة، وتم تقديم طلب لإصدار أمر باعتقال المتهم الثامن (ب ز) الذي يعتبر في حالة فرار.
وأضاف المصدر أن قاضي التحقيق، بعد استجواب المتهمين، قرر إيداع خمسة متهمين في الحبس المؤقت، في حين وُضع متهمين اثنين تحت الرقابة القضائية، مشيراً إلى أن التحقيق القضائي ما زال جارياً.
وفي التفاصيل المسموح بنشرها، قال وكيل الجمهورية إنه يوم 31 مارس 2024، تقدمت زوجة الضحية (ب ج) ببلاغ للشرطة في ولاية سيدي بلعباس بشأن اختفاء زوجها منذ 29 مارس 2024، وتقدمت أيضاً والدة الضحية (م ع ز) ببلاغ عن اختفاء ابنها منذ 4 أبريل 2024.
وأضاف المتحدث أن بناءً على تحقيقات الشرطة، تم اكتشاف مكالمات هاتفية بين الضحية (ب ج) والمشتبه فيه ( ز أ أ )، الذي أفاد بوجود جثث الضحايا في مزرعة عمه، مما أدى إلى إصدار إذن بتفتيش المزرعة. وبعد ذلك تم العثور على جثة ثالثة تعود للضحية (ع م ش).
وقامت الضبطية القضائية إثر ذلك، باعتقال سبعة أشخاص مشتبه فيهم قاموا باستدراج الضحايا وقتلهم ودفنهم واستيلائهم على مركباتهم.
ولفداحة الجريمة، ظهرت هبّة تضامن واسعة مع السائقين الضحايا وعائلاتهم، خاصة أن ما دفعهم لهذا العمل هو قلة الحال، بينما وجه نشطاء عبر مواقع التواصل نداءات لحماية سائقي تطبيقات التوصيل من الأخطار التي يتعرضون إليها في ظل تكرار حوادث الاعتداءات في السنوات الأخيرة.
وختم وكيل الجمهورية لدى محكمة سفيزف البيان بتقديم التعازي لذوي الضحايا والترحم على أرواحهم.