فاجعة تارودانت.. باحث يكتب : الدولة تتصرف بعقلية تدبير أمور القطيع.. !

admin
تقارير وتحليلات
admin30 أغسطس 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
فاجعة تارودانت.. باحث يكتب : الدولة تتصرف بعقلية تدبير أمور القطيع.. !

تعليقا على فاجعة تارودانت والتي راح ضحيتها ثمانية أشخاص وأصيب العشرات، كتب  الكاتب والباحث المغربي  إدريس الكنبوري “يبدو أننا في المغرب نعيش اللحظة الراهنة وندبر ما هو متاح فقط كمجتمع ودولة، لذلك لا نتفكر في الماضي ولا نفكر في مستقبل. الدولة تتصرف بعقلية تدبير أمور القطيع والمجتمع يتصرف بعقلية انتظار المستحيل. هكذا نتصرف في كل مرة وكأننا نبدأ من جديد”.

وأضاف مؤكدا “نناقش التعليم في كل مرة وكأننا انتهينا أمس فقط من تدشين المدارس. نفكر في تطوير العمل البرلماني وكأننا لا نعرف البرلمان منذ 1962. نتحدث عن التنمية وكأننا حصلنا على الاستقلال يوم السبت الماضي. ننتقد الفساد وكأنه ظاهرة جديدة ولدت فجأة وليست جزء من البنية العامة للسلطة. إننا نعيش بدون رؤية إطلاقا. لا توجد رؤية ولا استراتيجية ولا خطة ولا مخطط بل فوضى منظمة نطلق عليها إسم السياسة”.

وختم الكنبوري في تدوينته على الفيسبوك “جميع الدول المتقدمة تراكم لكننا لا نراكم شيئا أبدا يمكننا أن نبني عليه ونتقدم. نبدأ دائما من الصفر لأننا لا زلنا بداخل الصفر ندور. حين نتعب ونريد تبرير السقوط نلجأ إلى الأرقام لأننا نخشى من مواجهة الحقيقة. الأرقام تخفي العمق الثقافي وتتيح هامشا للمناورة كبيرا. نتحدث مثلا عن ارتفاع نسبة التمدرس وإنشاء البنيات المدرسية بالأرقام لكننا لا نستطيع الحديث عن ارتفاع نسبة التعلم ومساهمة التعليم في تطوير القيم السياسية للدولة والمجتمع. بالأرقام نقتل المستقبل. الأرقام هي التي تجعل الدولة تعتقد أنها بزيادة دعم أو خلق صندوق أو رفع ميزانية أو تخصيص غلاف مالي تصنع المبادرة. لكنه الوهم. ما لم تبن مبادراتك على رؤية ثقافية وفكرية واضحة سوف تكون كمن يبني جبلا وفي الأخير يكتشف استحالة نقله فيتخلى عنه، ثم يبتعد قليلا ويبني جبلا ثانيا، وهكذا. المال الذي لا يرى مال أعمى”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.