أفادت أسبوعية “الوطن الآن”، أن التشويه والسرقة الجزائريين لم يقتصرا على اختراع التاريخ الخاص عن طريق النهب والتزوير، ولا على سرقة الأعلام والنوابغ، بل شملا التراث اللامادي على أوسع نطاق، إذ امتد الأمر إلى الأزياء المغربية، مثل القفطان والجلباب والطربوش…، والمطبخ، مثل الكسكس والبسطيلة والملاوي وأنواع كثيرة من الأطعمة المحلية.
في السياق ذاته أفاد محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي، بأن انعدام هوية حضارية للجزائر سبب رئيسي في السطو على التراث المادي واللامادي للمغرب.
ويرى محمد الطيار، خبير في الدراسات الأمنية والإستراتيجية، أن الجزائر تفتقد إلى هوية وطنية جامعة وموحدة، وهو ما دفعها إلى محاولة سرقة التراث الثقافي لجيرانها.
وأشار الطيار إلى الفقر الثقافي للجزائر وعجزها طيلة العقود السابقة التي تلت تأسيسها من طرف فرنسا عن صنع هوية ثقافية خاصة، رغم محاولات السطو على ثقافة غيرها، بسبب افتقارها إلى هوية ثقافية قوية تدعمها العناصر التاريخية المتراكمة.
من جهته ذكر أحمد نور الدين، خبير في العلاقات الدولية، أن قرصنة التراث المغربي جريمة دولة.
وأفاد الدكتور مولاي عبد الحكيم الزاوي، باحث وناقد في علم الاجتماع، بأنه يتوجب اليوم العمل على تحصين التراث المغربي من خلال تثمينه وتعزيز حضوره وإشعاعه في المحيطين الإقليمي والدولي عبر تسويقه في إطار السياحة التراثية، علاوة على تكثيف الجهود الثقافية من أجل دمج التراث ضمن مخططات التنمية المحلية؛ فضلا عن تعزيز التربية على التراث من أجل تعزيز الوشائج بين التاريخ والهوية.
بدوره أورد عبد الله الفرياضي، خبير في الشؤون المغاربية، أن الجزائر تعاني من سلوك باثولوجي مثخن بعقدة الدونية؛ ولكبح هذا السطو الجزائري المستمر على التراث المغربي يلزم أولا تكثيف المغرب عمليات الجرد والإحصاء التراكمي لكل عناصر التراث المادي واللامادي الوطني، وإصدار دلائل توثيقية لهذا التراث وأرشفته رقميا، ثم العمل بشكل دؤوب على توثيقه ضمن قائمة التراث الإنساني باليونسكو