لَعْروبي .. قصة للمبدع يحيى زروقي.. 

admin
2023-09-04T01:37:45+02:00
مواهب وابداعات
admin4 سبتمبر 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
لَعْروبي .. قصة للمبدع يحيى زروقي.. 

في بهو الفندق جلس “متعب “على أريكة ينتظر دوره عله يظفر بغرفة تخلصه من وعثاء سفر دام ليلة بيضاء من قريته”ب” إلى مدينة البوغاز.كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا،والسماء تنزف ماء.قبالة الفندق يطل البحر هادئا كأنه بساط أزرق لاأول ولا آخر له،مبتهجا برسو باخرة عملاقة كتب على إحدى جوانبها”lovely”،فذكرته بفيلم”تيتانيك”،فيما بعد علم متعب أنها أنجليزية؛لأن أغلب نزلاء الأوطيل يتحدثون لغة تشرشل غم أن متعب لايعلم سوى كليمات من قبيل:باي،أوكي،هيلو…فاستحضر أغنية الحسين السلاوي أيام المريكان حينما رسوْا بميناء البيضاء.كل هذه الأفكار،والأحداث جعلت متعب يحس بألم في رأسه الصغير،وفجأة سمع صوتا بلكنة شمالية جميلة يناديه،فهرول نحو مكتب الاستقبال حيث تجلس شابة في عقدها الثاني،بيضاء ناصعة كقطعة سكر،ومن ذهول متعب فتح فاه كالأبله:”هه”،فابتسمت الشابة حتى بدت أسنانها اللامعة ،وتبعها بقية النزلاء الواقفين بجواره،وكذا الجالسين على الأريكة،فشعر متعب أن الأمر أكبر من مجرد ابتسامة،فاحمرت وجنتاه،وأحس بحمى ترتفع وتنخفض مثل مصعد كهربائي،و بقطرات عرق تذوق ملوحتها في ثغره ،فجاء الرد سريعا:”المعذرة ياسيد.ا ليس هناك غرفة،بإمكانك أن تعثر على ضالتك في الأحياء الشعبية القريبة من ها هنا””. لم يقل متعب شيئا،بل كتم غيظه وإحساسه بدونية لأول مرة تلبسه، ربما سمعها،لكنه لم يستوعب يوما مدلولها،وهاهو الآن يتجرع مرارتها وسمها الزعاف من ثغر فاتنة منذ قليل وهو ينعتها بأجمل النعوت،فندم،لكنه لايستطيع أن يستعيد مغازلته للأسف،وبسرعة استجمع متعب قواه،ورد على تلك الشابة”حينما تطلقها لاتخبرها عن بيت والدها”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.