انطلقت بمركز الندوات والتكوين التابع لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بمدينة فاس أشغال مؤتمر دراسي، على أمتداد يومي الثلاثاء والأربعاء، حول موضوع “الخطاب بين القراءة والتأويل”.
وجرت فعاليات المؤتمر المنظم بمبادرة من مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس-فاس، على مدى يومين، في ثلاث جلسات علمية، شارك في تأطيرها أساتذة وباحثون من مختلف الجامعات المغربية ومن المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكّد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، المنتمية إلى جامعة سيدي محمد بن عبد الله، سمير بوزويتة، في كلمة افتتاحية للمؤتمر، أن المجتمع انتقل في الوقت الحالي إلى عالم تسود فيه تكنولوجيا التواصل المعلوماتي والرقمي، وأصبح يخضع بشكل أو بآخر لسلطة الخطاب سواء كان في شكله اللغوي أو السيميائي.
وسجّل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس في كلمته القيّمة، أهمية بناء الإنسان اليوم وفق القواعد والمفاهيم التي تمكن من الارتقاء إلى تواصل مجتمعي تسود فيه قيم الثقة والاحترام والتسامح والحوار الهادف.
ويندرج المؤتمر العلمي بحسب مدير مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل، الأستاذ محمد القاسمي، في سياق الأنشطة العلمية والثقافية التي دأب المختبر على تنظيمها، حيث انكبّ الأساتذة الباحثون على دراسة وتفكيك أنوع الخطابات من جوانب مختلفة ( الخطاب الأدبي، الخطاب النقدي، الخطاب اللساني، الخطاب الديني).
وانطلق المؤتمر من كون القراءة لم تكن في يوم من الأيام أمرا طارئا ولا بدعا أتى به قوم دون قوم أو سبقت إليه حضارة دون أخرى بقدر ما هي فعل بشري ارتبط وجوده بوجود الإنسان، وسار معه حيث سار زمنا ومكانا، مارسه بشكل فطري وطبيعي كما مارس كل أنشطته التي اقتضاها إعماره للأرض وتدليل أمر وجوده فيها. وتعد القراءة من حيث هي فهم وإدراك وتأويل، أمرا لازما للإنسان، يتميز به، وبممارسته يتطور، وكلما زاد وعي الإنسان بذاته وإدراكه لمحيطه زاد انشغاله بالقراءة، وزاد احتفاله بترتيب شرائطها، وتنظيم سيروراتها، ومساءلة مسلماتها، بحسب الورقة التقديمية للمؤتمر.
وعالجت الجلسات العلمية الثلاث المواضيع التالية:
-مستويات الفهم والتأويل عند متلقي الشعر العربي القدماء ( د.أحمد العلوي العبدلاوي)
-حوار ديني أم حوار بين الأديان من خلال الخطاب القرآني: قراءة مغايرة (د.يونس لوليدي)
-التناص القرآني وأثره في الخطاب الشعري العربي المعاصر ( ذ.عبد العزيز الطوالي)
-الخطاب النقدي والمعرفي في مشروع إدوارد سعيد ( د.يحي عمارة )
-شروح الشعر العربي من سلطة المعيار إلى جمالية التأويل الأدبي (د.عبد الله الغواسلي المراكشي)
-فلسفة الخطاب الشعري بين سلطة الرمز ودلالات التأويل:الشعر المعاصر نموذجا ( د.ة منتهى طه الحراحشة و د. يونس بن علال )
-الرمز والرمزية في الأدب الصوفي أشكال وإشكالات (د. محمد يعيش )
-تأويل النص الروائي في ظل النقد الثقافي ( أسامة حمدوش )
-بلاغة الكثافة في الخطاب الشعري: قراءة في نماذج من الشعر العربي المعاصر (د.محمد كنوني)
-مفهوم الخطاب في النقد الأدبي (د.ادريس موحتات)
-تحليل الخطاب النظري:رؤية منهجية واشكالات معرفية ( د.محمد لمساعدي)
القصيدة المغربية الحديثة في ميزان التأويل النقدي (د.فريد أمعضشو)
-النطق في الحالات الانفعالية من خلال كتاب “الصوت الحي” لإيفان فوناجي ( د.الحسان حجيج)
-ومضات كاشفة في الخطاب المقدماتي للسقط في التصورين المشرقي والأندلسي أبو العلاء المعري وابن البطليوسي أنموذجان (د.نجية نشيط)
-الدرس البلاغي عند محمد الولي – الإستعارة نموذجا ( ذ.عمر محضار).
للإشارة فإن المؤتمر كان ناجحا وفق كل معايير النجاح والتألق والتميّز، وهذا ينضاف إلى الرصيد القيّم والمتفوّق دائما على المستوى الوطني الذي يحظى به مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل الذي يرأسه الدكتور محمد القاسمي.
.