تطرّقت أسبوعية “الوطن الآن” لدعوة المثقفين المغاربة الذين جعلوا دائما من كتاباتهم في كل الحقول الأدبية والفنية والفكرية والعلمية مجالا للدفاع عن المجتمع والإنسان والقيم وكل الجمال الذي يؤسس للحياة ويصارع القبح بكل تلويناته، إلى جعل يوم 26 مارس 2022 يوما للاحتجاج، تعبيرا عالميا عن نقطة نظام، دفاعا عن المجتمع المغربي وقيمه وثقافته، ودفاعا عن الفرد والعائلة، ودفاعا عن الثروة وعن الكرامة.
ووفق المنبر ذاته، فإن هذه الدعوة من المثقفين والفاعلين الثقافيين وصناع المحتويات في كل المجال المغربي، جاءت نتيجة لقاءات حوارية ضمن مجموعات تقف على الأعطاب والاختلالات الوطنية والمحلية.
بهذا الخصوص، قال شعيب حليفي، روائي أستاذ جامعي: “وصلنا إلى الوضعية الأسوأ من 2011 إلى الآن بعد انسداد كل الطرق أمام المثقف ليكون فاعلا استراتيجيا”.
وأفادت حكيمة الشاوي، شاعرة ناشطة سياسية وحقوقية، بأن “المثقف بحاجة دائما إلى رئة ثانية للتنفيس والتعبير عن الرأي”.
وذكرت بديعة الراضي، رئيسة كاتبات المغرب، أن “هناك مثقفا يسكن ذاته، وهناك مثقفا يسكن المجتمع”.
أما سعيد ناشيد، مفكر وباحث، فطالب بالمصالحة مع المثقفين الذين تم إقصاؤهم، قائلا: “نحن نعيش بوادر تصحر فكري وتصحر ثقافي ستكون له نتائج بالغة الخطورة، لأن قدر المجتمعات أن تواجه أزمات بين الفينة والأخرى؛ أزمات قد تأتي بشكل طارئ وغير متوقع، ولكن ما يحدث الفارق في القدرة على مواجهة الأزمات هو مستوى النمو الثقافي لدى المجتمع، وهو الذي يؤهله لكي يواجه هذه الأزمة أو تلك بشكل يحفظ الأمن والاستقرار، ويتيح إمكانية إبداع حلول وإبداع بدائل في مواجهة كل الأزمات”..
وعلاقة بالموضوع نفسه، شدد الحسن زهور، روائي وناقد أدبي، على أن “الربط بين ضرب القدرة الشرائية وهدم قيم المجتمع مبسط من المثقف المسيّس”.