في الوقت الذي كان فيه المدير القديم الجديد أو ان شئتم الجديد القديم للمركز الجهوي للإستثمار بجهة الشرق ، يعقد أولى مجالسه الإدارية بمدينة وجدة يومه الخميس الأخير، بحضور ممثلين عن الإدارات المعنية بملف الإستثمار – وحتى تلك المُعرقلة له- وكذا بحضور القليل القليل من المستثمرين المحظوظين .. في غياب أو تغييب للمستثمرين الحقيقيين الذين أصبحوا يفرون زرافات ووحدانا نحو وجهات حقيقية تعرف جيدا قيمة الإستثمار وتحترم المستثمرين، لا جهة ، تغلق أبوابها وتتفنّن في ممارسة خشونتها الإدارية و البيروقراطية، على من سوّلت له نفسه الإستثمار في هذه الجهة المنكوبة جغرافيا ومؤسساتيا.
قلتُ في الوقت الذي كان فيه هذا المجلس البئيس يعقد دورته تحت مسوّغ القانون، كانت جحافل وأفواج من السياح عفوا الخنازير البريّة تجوب شوارع مدينة السعيدية جيئة وذهابا، تبحث لها عن مأوى في أحد الفنادق المصنفة الموصدة -عشرة أشهر في السنة- لتعوّض عشرات الألاف من السياح الذين كان يحلم بمجيئهم الوالي السابق محمد الإبراهيمي ومدير مركز الإستثمار وقتئذ فريد شوراق، ذات حلم غابر تحول إلى كابوس، بعدما خاب الرّهان وتبخّرت الآمال ، وتبّدت الملايير من الدراهم، وتحولت المشاريع إلى هباء خالص، وتمّ اعدام الطموحات ، وتمدّدت هياكل البنايات فيما يشبه غابات اسمنتية شامخة على طول شاطئ الجوهرة الزرقاء، وتحولت الكثير من المنشآت إلى أطلال تسكنها الأشباح ، نعم لقد تبخر حلم “ميامي المغرب” بسبب الكثير من المسؤولين (وكّلنا أعليهم الله والوطن) والذين لا يفهمون ويفقهون في التنمية إلا بما تجود به عليهم من تنمية جيوبهم وتنمية أرصدتهم وتنمية امتيازاتهم ووو. أما التنمية التي تعوّل عليها أعلى سلطة في البلاد (فالله أكريم) ، لذلك فلا تستغربوا إن تحوّلت السعيدية إلى مدينة جلب لوفود وجحافل مختلف أصناف الحيوانات الكالشة والعاشبة واللاحمة ، بما فيها الخنزير البرّي الذي حرّك لدينا – مشكورا- مكامن نكأ الجراح ، لكن فقط وفّروا ما لذّ وطاب من الكلأ والحنطة والبرسيم … ولتتحول ملاهي ومطاعم المارينا، إلى أماكن تستوعب طلبيات ورغبات وحاجيات الوافد الجديد، وبه وجب الإعلام والسلام…
وكلّ مجالس واجتماعات وأنتم…؟
حقيقةمنذ 5 سنوات
مدينة منكوبة لأن القائمين عليها “مبرديين”