أرخت واقعة تعنيف نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة على أيدي عناصر من القوات المساعدة بظلالها على اجتماع المكتب التنفيذي لجمعية “نادي قضاة المغرب”، المنعقد أول أمس الأربعاء.
وطلب نادي قضاة المغرب لقاءً مع رئيس النيابة العامة، من أجل إبلاغه بمختلف التصورات التي صاغها قضاة النادي، حول حماية القضاة أثناء عملهم، قصد اتخاذ خطوات مستقبلية لتفعيل هذه الحماية؛ غير أن التصورات التي قدمها النادي لا تهدف فقط إلى حماية القضاة، بل أيضا كل العاملين في مجال العدالة، وكافة المتقاضين، ضمانا لمبدأ مساواة الجميع أمام القانون.
وخيّمت واقعة الإعتداء الذي تعرض له نائب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بطنجة، الأسبوع الفارط، على يدي عناصر من القوات المساعدة بتعنيفه في الشارع العام ضجة كبيرة، انتهت بتنازل الطرف الأول عن متابعة الطرف الثاني؛ لكن نادي قضاة المغرب لم يستسغ هذا التنازل الذي اعتبر أنه سيكرس انطباعا سلبيا لدى المواطن بأن السلطة القضائية لا تطبق القانون على جميع الفئات.
ودعا النادي إلى “التمسك بسيادة القانون ومبادئ العدل والإنصاف القائمة على صيانة حقوق وحريات المواطنات والمواطنين، ومن جملتهم القاضيات والقضاة”.
جدير بالتذكير أنه بالرغم من تنازل نائب وكيل الملك عن المتابعة القضائية في حق عنصري القوات المساعدة، اللذان تسببا في اهانته والتنكيل به شرّ تنكيل –وهي القضية التي كانت جريدتنا “رسبريس” من المنابر الأولى التي فضحت هذه الممارسة الشنيعة في حق رجل يمثل قمة السلطة القضائية(النيابة العامة)، وقلناها صراحة، وبالفم المليان، إذا كان رجل قضاء من العيار الثقيل يتعرّض للرفس واللكم والتعذيب في الشارع العام ظلما، فما بالكم ببقية خلق الله من مواطني المملكة الذين لاحول لهم ولا قوة ؟
ما تعرض له المسؤول القضائي كان محل انتقاد واستهجان غير مسبوق..وهو ما دفع المفتشية العامة للقوات المساعدة لجهة الشمال بالدخول على خط هذه القضية، حيث قررت إصدار قرارات تأديبية في حق عنصري القوات المساعدة.. وهكذا تم تنقيل واحد منهما لمدينة بوعرفة، فيما تم تنقيل الآخر لمدينة ميسور، مع تجميد قرارا ترقيتهما لمدة عشر سنوات.
و من المعلوم ، أن هذه القضية انفجرت خلال الأسبوع الماضي، بمدينة طنجة ، حيث تعرض مسؤول قضائي من درجة نائب وكيل الملك ، أثناء خروجه للتبضع ، لإعتداء شنيع من قبل عنصرين من القوات المساعدة ،هذا الاعتداء تم توثيقه بالصوت والصورة، وأصبح مادة أساسية تم تداولها بقوة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
