كتبت “الأيام”، أن المغاربة استعادوا مع فرحتهم الاحتفاء برموز الهوية الوطنية؛ نشيد وطني، راية مغربية، واعتزاز بالانتماء، فقد أعاد المنتخب المغربي من خلال سلسلة نجاحاته التاريخية الروح الوطنية، والاحتفاء بالانتساب للوطن.
في الصدد ذاته تحدث المفكر محمد الهاشمي عن دلالات هذا الاحتفاء النبيل نفسيا وثقافيا واجتماعيا، وأفاد بأن “هناك أشياء لا تباع ولا تشترى، ولا يمكن استيرادها من الخارج؛ إنها العمق التاريخي للهوية المغربية، فخلف هذا الشعب البسيط يوجد إرث تاريخي عتيد، يتشكل من قدرته على أن يكون على حدة، وألا ينصهر تماما في أي هوية طارئة”.
وأفاد السوسيولوجي أحمد شراك بأنه “لا يمكن تفسير الحدث النبيل الذي عرفه المغرب مع التأهل التاريخي للمنتخب الوطني إلى نصف نهائي مونديال قطر إلا بتواشج الأسباب الآتية: أولا ثقافة الفرح التي تكون مضمرة وتصبح معلنة على إيقاع غير منتظر، كالمشاركة المفاجئة لأسود الأطلس في كأس العالم الحالي، التي دوخت ليس الجماهير المغربية بل كل الجماهير؛ وثانيا كفاءات الإنجاز، ثم ثالثا ثقافة الفاعلين من المدرب الوطني إلى اللاعبين، لا فرق بين لاعب أساسي ولاعب احتياطي؛ وهي ثقافة مسلم بسيط وعميق في الإيمان والولاء إلى الوطن بكل مقتضياته ومقدساته الاجتماعية، كرضا الوالدين والسلوك التلقائي الصافي بعيدا عن النصب والمكر والخديعة والنميمة القاتلة أو ما يسميه المغاربة ‘المعقول’” وزاد: “والسبب الرابع يتمثل في تكسير عقدة تفوق الأجنبي الذي جعل المغاربة يتجاوزون الندية إلى التفوق”.وأضاف شراك أنه “تأسيسا على هذه الأسباب وغيرها، أتى هذا الانفجار الجماهيري حمالا لمعان كثيرة على رأسها استعادة الذات وتحقيق إثباتها”.