أفادت أسبوعية “الوطن الآن”، أن الجزائر منذ استقلالها تواصل عدوانها الذي لم ينقطع على المغرب، وكأن قدر البلدين هو أن يظلا خارج التفاهم، وأن يستقرا في التوتر المؤبد؛ بل الأدهى من ذلك أن الجزائر تصر على أن يظل هذا التوتر جزءا لا يتجزأ من سياساتها الإقليمية، دون أن تترك أي مساحة بشكل أو بآخر للتسوية والانفراج والتطبيع.
ووفق المنبر ذاته فإن الجزائر تأسست من أجل عرقلة المغرب، ذلك أنها لا تغفل أي فرصة لتذكيره بأنه “عدو تاريخي”، بل لا تتوقف في كل المراحل التي مر منها نزع الصحراء على محاولة إلحاق أصدقائها بهذه العداوة، رافضة أي صيغة من صيغ الحوار، وأي ضرب من ضروب الانتقال الضروري إلى الشراكة وحسن الجوار.
وأفاد علي الحريشي، عميد معهد العلوم السياسية بجامعة مونديابوليس بالدار البيضاء، بأن النظام الجزائري اختار تبني نظرية العدو الخارجي لتصريف مشاكله الداخلية، بحيث اختار المغرب كعدو منذ استقلال الجزائر، ولم تشفع للمملكة مختلف أشكال الدعم التي قدمتها للثورة الجزائرية، مؤكدا أن الجزائر تعد طرفا في قضية الصحراء المغربية خلافا لما تدعيه، كما أن المجتمع الدولي يعرف اليوم أنها تقف خلف عدد من المشاكل في شمال إفريقيا والساحل والصحراء.
بدوره ذكر رضا الفلاح، أستاذ القانون الدولي بجامعة ابن زهير بأكادير، أن النظام العسكري الجزائري يراهن على التدخل الإيراني لدعم الانفصاليين من أجل بث الفوضى في المنطقة، مؤكدا أن المغرب بنموذجه في الشراكة الاقتصادية البناءة والدبلوماسية الدينية الداعمة للوسطية والمناهضة للتطرف يشكل حصنا منيعا لتطويق محور طهران الجزائر، ومنعه من التغلغل لزعزعة الاستقرار والأمن الروحي في المنطقة.
وأضاف الفلاح أن حدة التحريض ضد المغرب تزايدت بإيعاز رئيسي من الجزائر، بالموازاة مع توالي الاعترافات بمغربية الصحراء، فيما أصبحت المراهنة على التدخل الايراني لدعم الانفصاليين وتدريبهم وتزويدهم بالأسلحة أحد مرتكزات أجندة بث الفوضى في المنطقة التي تتبناها الجزائر.