ورقة البسطيلة .. مورد الرزق اللذيذ..

admin
متابعات
admin22 أبريل 2021آخر تحديث : منذ 4 سنوات
ورقة البسطيلة .. مورد الرزق اللذيذ..

 (بقلم مليكة مجاهد)
أمام صف طويل لا يكاد ينتهي، ينتظر الجميع وصول دوره أمام شاب يحضر أوراق البسطيلة لاقتنائها من أجل إنجاز “بسطيلات” صغيرة الحجم أو بريوات مالحة أو حلوة حسب الأذواق، بالإضافة إلى عدد من الوصفات الأخرى التي تميز فن الطبخ المغربي.

تندلع الخلافات بين الحاضرين حول موعد حلول دور كل واحد منهم، ويتجاذبون أطراف الحديث في ما بينهم حول حشوة هذه الأكلة اللذيذة التي تميز المطبخ المغربي، في انتظار اقتناء كيلوغرامات من هذه الورقة التي جرى تحضيرها بدقة وحرفية عالية.

ويحرص إبراهيم على بذل ما في وسعه لتحضير ورقة البسطيلة بسرعة متناهية للاستجابة لطلبات الزبناء، مستعينا بطاولة أعدت خصيصا لهذا الغرض وفرنين ومقلاتين مصنوعتين من الفولاذ المقاوم للصدأ، تصلحات لطبخ وريقات الكريب أو البسطيلة.

وتزين الأكلات المصنوعة من أوراق البسطيلة المحشوة، التي يكثر عليها الطلب بشدة عشية حلول شهر رمضان وطيلة أيام الشهر الفضيل، الموائد المغربية بأشكال مختلفة وفي وصفات متنوعة.

وتبدأ النساء المغربيات تحضير هذه الأكلة، وحشوها بمكونات تتنوع بين السمك أو الدجاج أو اللحم المفروم أو الجبن أو الخضر فقط، قبل حلول شهر رمضان بعدة أسابيع من أجل تخزينها في الثلاجات، والاكتفاء بطهيها قبل لحظات من حلول موعد الإفطار.

ليس بمقدور أي كان تحضير أوراق البسطيلة، على اعتبار أنها خبرة متوارثة جيلا عن جيل ويتطلب النجاح في إعدادها الكثير من الخبرة والتجربة.

ولتحضير ورقة البسطيلة يبدأ إبراهيم أولا بإعداد عجين اعتمادا على مكوني الماء والدقيق، خفيف ولزج، يأخذ عند طهيه شكل فطيرة كبيرة يضاف إليه القليل من الزيت باستخدام فرشاة حتى تحافظ على مرونتها.

وأوضح ابراهيم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهمة عالية، أن هذا النشاط يمكنني من تلبية حاجيات أسرتي خلال شهر رمضان”، مضيفا “أبدأ عملي في السادسة صباحا وأنتهي بحلول السادسة مساء، ويتعين علي تحمل الحرارة التي تنبعث من الأفران لمدة 12 ساعة يوميا”.

وتابع أن “ما أعاني منه بشدة هو البقاء واقفا طوال اليوم، والتعامل مع الزبناء المتطلبين والذين لا يتحلون بالصبر، خاصة عند الفترة الزوالية واقتراب موعد الإفطار، التي يكثر فيها الطلب بشكل كبير”، مبرزا أن “هذا العمل يمكنني، على الأقل، من محاربة البطالة قدر المستطاع لمواجهة شدائد الحياة”.

وتابع إبراهيم بالقول “أبيع الكيلوغرام الواحد ب 30 درهما، لكنه يتعين علي أن أتقاسم الدخل اليومي الذي أكسبه مع مالك المقهى الذي أكتري منه هذا المكان الذي تتحول طبيعة نشاطه خلال شهر رمضان”.

وكما هو الشأن بالنسبة لإبراهيم، يزاول العديد من الشباب خلال هذا الشهر الفضيل عددا من الأنشطة التجارية الصغيرة، حيث يقدمون على بيع جميع أنواع المنتجات أو أفران لتحضير أوراق البسطيلة والشباكية والرغايف، وغيرها من الوجبات الشهية التي يكثر عليها الطلب خلال شهر رمضان.

هذه المشاهد يمكن رؤية مثيلات لها في كل الأسواق المغربية، حيث تتيح هذه الأنشطة التجارية الصغيرة لمجموعة من العائلات كسب قوت يومها خلال فترة الأزمة هاته، في انتظار تحسن الأوضاع.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.