أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، الأربعاء، حكمها في حق شخص حاول قتل زوجته أمام القاضي في جلسة علنية بمحكمة الأسرة بسلا، حيث أدانته بعشرين سنة سجنا، بتهمة محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وتعود أطوار هذه القضية المثيرة إلى أكتوبر من السنة الماضية، حيث سجلت إحدى القاعات المخصصة لجلسات الطلاق بمحكمة الأسرة بسلا واقعة غريبة وغير مسبوقة، تقول يومية “الأخبار” تتمثل في إقدام زوج على محاولة ذبح زوجته باستعمال السلاح الأبيض أمام أنظار الهيئة القضائية التي كانت تبت في ملف طلاق للشقاق تقدمت به الضحية.
وحول الجاني، الذي كان متحوزا بسكين من الحجم الصغير، جلسة دعوى تطليق الشقاق التي رفعتها الزوجة ضده إلى مجزرة حقيقية خلقت هلعا كبيرا داخل قاعة المحكمة، بحضور القضاة وممثل النيابة العامة وكاتب الضبط وقضاة متدربين، حيث كانت الجلسة تمر بشكل عادي، قبل أن يقترب الزوج من زوجته المطالبة بالطلاق ويتظاهر بالهمس في أذنها، ليفاجئ الجميع بمحاولة ذبحها من الوريد إلى الوريد، حيث أصابها بجروح خطيرة على مستوى العنق والوجه، قبل تدخل عناصر الشرطة التي نجحت في تحييد الخطر وإيقافه، فيما تكلفت مصالح الإسعاف بنقل الزوجة بشكل مستعجل إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، حيث لازمت غرف الإنعاش والجراحة مدة طويلة، وفق التقارير الطبية المتضمنة في ملف القضية.
وتم وضع المتهم رهن الحراسة النظرية وإخضاعه للبحث، قبل عرضه على جلسات المحاكمة، التي أنهتها هيئة الحكم، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الأربعاء، بإصدار حكم قضائي بلغ 20 سنة سجنا، بعد متابعة الجاني بتهمة محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وكشفت الأبحاث، التي خضع لها الزوج حول دواعي ارتكابه هذه الجريمة البشعة، أنه حاول الانتقام من زوجته بعد أن فاجأته بطلب الطلاق، ما جعله يترصد لها بشكل متعمد في محاولة لتصفيتها بشكل بشع أمام أنظار القاضي وباقي الحضور بجلسة المحكمة. واعترف الجاني بجريمته، حيث بررها برغبته في الانتقام من زوجته وردا على بعض العبارات المهينة التي تلقاها منها.