حصلت 74 مدرسة إيكولوجية على اللواء الأخضر الذي تمنحه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وذلك من ضمن 133 مدرسة منخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية تقدمت في ظل الظروف المرتبطة بجائحة كوفيد 19 بطلب الحصول هذا اللواء.
وأوضحت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في بلاغ لها أنه في بداية سنة 2021، حصلت 310 مدرسة إيكولوجية على أحد الاستحقاقات الثلاثة حسب المنهجية التدرجية لنيل اللواء الأخضر، حيث سيرفرف اللواء الأخضر في سماء 74 من هذه المدارس، في حين، حصلت 54 مدرسة أخرى على الشهادة الفضية مقابل إنجازها لمحورين من محاور البرنامج، ونالت 182 مدرسة الشهادة البرونزية بحكم إنجازها لمحور واحد.
وأضاف المصدر ذاته أنه بالنسبة لهذه الفئة الأخيرة، وهي الأكثر عددا، ستتاح لها الفرصة للوصول إلى مستوى جديد خلال موسم 2020-2021 لنيل اللواء الأخضر في غضون ثلاث سنوات من العمل.
وحسب البلاغ، فقد انطلق الموسم الدراسي 2019-2020 بحماس كبير، حيث قدمت 328 مدرسة إيكولوجية ترشحها، مقابل 277 في سنة 2019، أي بزيادة قدرها 18.4 في المائة، قبل أن تفرض جائحة كوفيد 19، انطلاقا من مارس 2020، قيودا صحية، وأدت إلى اللجوء إلى التعليم عن بعد.
وفي هذا السياق، تعبأ المدرسون المشرفون على التلاميذ من أجل إنجاز برنامج المدارس الإيكولوجية عن بعد، على الرغم من إغلاق المؤسسات لأبوابها.
وبسبب تعذر قيام اللجن الجهوية بزيارات ميدانية قبل نهاية الموسم الدراسي 2019-2020، أتاح مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، الذي يشكل البنية الأكاديمية للمؤسسة، عدة وسائل لإجراء التقييمات عن بعد.
وأوضح البلاغ أنه قد تم انتقاء المدارس الحاصلة على الشهادتين البرونزية والفضية عن بعد، وفي 23 دجنبر، تمكنت اللجان الجهوية أخيرا من إجراء زيارة ميدانية إلى المدارس التي تقدمت بطلب الحصول على اللواء الأخضر.
ولتقييم الترشيحات، اعتمد أعضاء لجنة التحكيم الوطنية على التقييمات التي أجرتها اللجان الإقليمية والجهوية المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، حيث استفاد أعضاء هذه اللجان من تكوين خلال ورشات جهوية نظمتها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في الأكاديميات الاثني عشر، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
ويتطلب الحصول على اللواء الأخضر الكثير من الإصرار والمثابرة، حيث تنجز المدارس الإيكولوجية ثلاثة محاور رئيسية وهي التدبير الجيد للنفايات وترشيد استهلاك الماء والطاقة، ويتعين عليها الاشتغال على أربعة محاور أخرى من أجل تجديده، وهي الحفاظ على التنوع البيولوجي والتغذية السليمة وإشاعة التضامن والحد من التغيرات المناخية.
ولإنجاز هذه المحاور، يتبع برنامج المدارس الإيكولوجية نهجا عمليا، تدمج التجريب والعمل الميداني، لتربية وتحسيس متعلمي ومتعلمات المدارس بأهمية حماية البيئة والتنمية المستدامة.
وقد قام تلاميذ مدرسة أيت ايعلا بتنغير، التابعة لأكاديمية درعة تافيلالت، بإنشاء حاويات لفرز النفايات تمت صناعتها من نفايات معادة التدوير، بينما أنجز تلاميذ مدرسة المالكي بسيدي البرنوصي، التابعة لأكاديمية الدار البيضاء-سطات، لوحات للتعريف بالميثاق البيئي الخاص بالبرنامج باستعمال نفايات ورقية.
وفي جرسيف بالجهة الشرقية، في مجموعة مدارس سيدي الفضيل بالوسط القروي، استعمل التلاميذ منهجية SWOT (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لإجراء التشخيص البيئي لمؤسستهم.
وقد انتقل عدد المؤسسات المشاركة من 17 مدرسة إلى 2476 مدرسة في 12 أكاديمية في جميع أنحاء المملكة، حيث تم تحسيس مامجموعه مليون و127 ألف و814 من متعلمي ومتعلمات المدارس الإيكولوجية الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة، و38 ألف و752 أستاذا وأستاذة.
ولقياس تأثير هذا البرنامج، أطلق مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، دراسة ستمتد على مدى اثني عشر أسبوعا، وسيشمل البحث دراسة الممارسات البيئية الجيدة والمشاريع الميدانية للمدارس الإيكولوجية على مدار الخمسة عشر سنة الماضية، فضلا عن قياس تأثير برنامج المدارس الإيكولوجية على الفئات المستهدفة (التلاميذ والأساتذة والمديرون والجمعيات).
بالإضافة إلى ذلك، سيمكن البحث من قياس التأثير على ترشيد استعمال الموارد الطبيعية كالماء أو الطاقة، وعلى تحسين الوضع البيئي للمدرسة، وعلى العلاقة مع شركاء المدرسة وعلى الأهمية التربوية للبرنامج للفئة المستهدفة.
وقد أطلق مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة موسم المدارس الإيكولوجية 2020-2021 عن بعد.
وتهدف مبادرة المدارس الإيكولوجية وهي أداة تعليمية www.ecoecoles.ma إلى غرس مفاهيم التنمية المستدامة والسلوكيات وأنماط الحياة التي تحترم البيئة لدى متعلمات ومتعلمي المدارس. ويتعلق الأمر ببرنامج دولي تابع لمؤسسة التربية على البيئة يروم تربية وتحسيس تلاميذ المدارس بالبيئة، بالاعتماد على منهجية تفاعلية وعملية في الوقت ذاته.
وتعمل كل مدرسة وفق منهجية من سبع مراحل بغية تحفيز التلاميذ على اتخاذ الإجراءات حيثما أمكنهم ذلك، وبمرور الوقت، يؤدي البرنامج إلى تحسينات ملحوظة، سواء في نتائج التعلم أو في سلوك التلاميذ ومحيطهم، وفي النهاية على مستوى البيئة .
ويعد برنامج المدارس الإيكولوجية أحد البرامج الرئيسية لمؤسسة التربية على البيئة، وقد تبنته حاليا أكثر من 68 دولة حول العالم، علما أنه تم إطلاق هذا البرنامج في المغرب على يد مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2006 (www.fm6e.org)، وذلك بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي.
وقد تم تسجيل 2476 مدرسة، 44 في المائة منها في المجال القروي و56 في المجال الحضري في البرنامج، وحصلت 600 مدرسة على اللواء الأخضر، بينما نالت 106 مدرسة الشهادة الفضية، و262 مدرسة الشهادة البرونزية.