فريدة بن سليم الجزائر/ رسبريس
يقضي طالب ما بعد التدرج سنوات مابين الدراسة و البحث الأكاديمي، كله شغف وطموح للتخرج و نيل درجة ماجستير أو دكتوراه. ومع التخرج يصطدم بالواقع المر ليجد نفسه يلهث وراء منصب في الجامعة ، ذلك الحلم الذي بات يؤرق حملة الشهادات العليا في الجزائر خاصة مع تنامي البطالة بين أواسط الباحثين نتيجة شح المناصب المالية حتى مع وجود مناصب شاغرة تلك الأزمة التي تشهدها الجامعة منذ سنوات جعلها تنتهج سياسة التدريس بنظام الساعات الإضافية من خلال الاستعانة بالأساتذة المتعاقدين لسد العجز القائم في هذا القطاع، وذلك مقابل اجر زهيد .ذلك الأجر الذي لا يغطي حتى تكاليف المواصلات خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن معظم الأساتذة المتعاقدين يتكبدون عناء قطع مسافات بعيدة للوصول إلى مقر عملهم.
وحتى مع تصريح المدير العام للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي « عبد الحفيظ أوراق”:” أن قطاع التعليم العالي يعاني من نقص فادح في الباحثين “، يظل الاعتماد على نظام تدريس الساعات الإضافية حاضرا بقوة ، إذ يبلغ عدد الأساتذة المتعاقدين المؤقتين أضعاف عدد الأساتذة الدائمين
مما دفع بالتنسيقية الوطنية لحملة وطلبة الماجستير و الدكتوراه إلى الدعوة للقيام بوقفة احتجاجية أمام مقر مختلف الجامعات الجزائرية في ربوع الوطن يوم 20 جانفي 2020 ، رفضا للظلم الذي طال هذه الفئة لسنوات ، و للمطالبة بالتوظيف المباشر كحق مشروع وفق لما ينص عليه القانون في مادة خاصة في ظل المرحلة الانتقالية التي تشهدها الجزائر اليوم، مما أعطى الضوء الأخضر للحراك الأكاديمي للانتفاضة و المطالبة بالتغيير،
حيث أن الجامعة الجزائرية و في ظل سنوات باتت تتخبط في العديد من المشاكل مع تنامي البيروقراطية الخانقة و العفن الذي أصاب هذا القطاع، و ادخله في دوامة انعكست على المردود الفكري و المنتوج العلمي للجامعة التي باتت تتذيل الترتيب الإفريقي و العربي كل سنة ، وهذا ما اعترف به مؤخرا وزير التعليم العالي و البحث العلمي ” شمس الدين شيتور”، مما يجعلها غير مصنفة عالميا وفق التصنيف الأخير لwebometrics الصادر في جانفي 2020، وحتى أنها لم تستطع توفير منصب شغل يضمن حياة كريمة لهؤلاء الباحثين ،مما يستدعي إعادة النظر في الكم الهائل في عدد المناصب المفتوحة لاجتياز مسابقات الدكتوراه، والتي باتت أشبه بسوق عكاظ قديما ، بحيث يجب أن تتناسب المناصب مع ما يحتاجه سوق العمل .
وسيبقى الوضع على ما هو عليه في انتظار تدخل منصف للوزارة لرفع الغبن عن الباحث الجزائري.