في عزّ قسوة فيروس “كورونا”على الأنفس والأرواح .. القناة الأولى والثانية والتمادي في الرقص على جراح المغاربة ؟

في هذا الوقت الدقيق الذي يمرُّ به المغرب، والذي تبذل فيه كل اجهزة الدولة، ودون استثناء، مجهودات جبارة لمحاصرة الوباء وكذا الحدّ من انتشاره والتخفيف من تكلفته على مستوى مختلف الشرائح  الإقتصادية والإجتماعية ،في هذا الخضم  تأبى القناة الثانية وشقيقتها الكبرى القناة الأولى إلا تكريس التفاهة، والتسويق للعبث، والرقص على جراح وآلام المغاربة، وعدم الإكتراث بما يقع حولهما. نعم، المئات من المصابين بالوباء اللعين والعديد من الضحايا يتساقطون كأوراق الخريف، لكن يأبى صناع الرداءة في القطب الإعلامي العمومي “المتجمّد” إلا النكأ في قروح المغاربة والرقص على جراحهم، من خلال رشيد شوهة وللاهم لعروسة وسهرات الكباريهات الرخيصة… .

في الوقت الذي كان من المفروض في القطب الإعلامي العمومي”المتجمّد”، الذي نكاد نجزم أنه لا يمثل المغاربة لا من قريب ولا من بعيد، فأغلبيتهم(المغاربة) في هذه الأوقات العصيبة يفضلون شدّ الرحال إلى رحاب فضائيات العالم، للبحث عما يبتاغونه من برامج التوعية والتثقيف، وتغذية نهم تساؤلاتهم وما يشغل بالهم  من خلال ما يطرحه علماء الدين والاجتماع والطب الجسدي والنفسي والتنمية البشرية وخبراء التغذية ضمن برامج في قمّة النضج والمهنية الراقية…

لكن عندنا وفي الوقت الذي كان فيه ملايين المغاربة يحبسون أنفسهم  من جرّاء عدّاد الوباء اللعين الذي أصبح يأتي على أخضر ويابس العالم ، كانت دوزيم أمس السبت مزهوة ب“الشطيح والرديح”؟

وكانت القناة الأولى يتبختر عرسانها في هزّ الأرداف من دون حياء أو خجل نكاية في مشاعر الخوف من المجهول الذي يحاصر الأنفاس ويتربّص بالأرواح.

في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها المغرب والعالم ندلي بصرختنا هنا شجبا وادانة للتافهين وفي سياق متّصل نشيد  بإسكات زعيق كل المهرجانات الغنائية في ربوع المملكة، لأن الوطن لا يعيش أفراحا ونشاطا وهزلا الآن، الوقت  وقت جد وصرامة ومعقول ، ونعتقد أن من يريد تصريف مثل هكذا تفاهات فهو يريد أن يتموقع ويصطفّ في خانة من يبتغي تحرّشا و استفزازا  لمشاعر المغاربة وكفى..