“تعليم اللغة العربية وتعلمها عن بعدٍ بين هاجس الاستمراريةِ وطموحاتِ التطويرِ” محور ندوة تفاعلية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية..

admin
متابعات
admin23 يونيو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
“تعليم اللغة العربية وتعلمها عن بعدٍ بين هاجس الاستمراريةِ وطموحاتِ التطويرِ” محور ندوة تفاعلية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية..

إعداد: د. حميد حماموشي

نظمت المنسقية الجهوية فاس مكناس للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية يوم: الجمعية 19/06/2020 ندوة تفاعلية عن بعد في موضوع “تعليم اللغة العربية وتعلمها عن بعدٍ بين هاجس الاستمراريةِ وطموحاتِ التطويرِ” بمشاركة العديد من الأساتذة والخبراء. 

وفي كلمته الافتتاحية أكد الدكتور حميد حماموشي، رئيس المنسقية، بالسياق الذي نُظمت فيه الندوة، وهو سياق الجلسات الفكرية والتربوية التي دأبت المنسقية الجهوية فاس مكناس على تنظيمها، إلا أنها نظمت في ظروف استثنائية يعيشها العالم عامة والمغرب خاصة، وهي ظروف جائحة “كورونا”، التي فرضت على مسيري الشأن التربوي في المغرب التكيف، والتأقلم بشكل يسمح باستمرارية الدراسة عن بعد. لذا ارتأى أعضاء المنسقية تنظيم هذه الندوةَ التربويةَ التفاعلية عن بعد، لمزيد من الاستيعاب لهذه التجربة التي خاضتها وزارة التربية الوطنية، وتسليطِ الضوء عليها، وأيضا لمزيدٍ من تحليل بعض الإشكالياتِ والعراقيلِ التي قد تعيق هذه التجربة، أو تفشلها. وتم توزيع الندوة إلى محاور أربعة: 

1. الفرق بين تعليمِ اللغةِ العربية وتعلُّمها في المدرسة (الابتدائي- الإعدادي- الثانوي التأهيلي) والجامعة، ومراكز التكوين حضوريا، وتعليمها وتعلمها عن بعد 

2. إجراءاتُ تعليم اللغة العربية وتعلمها خلال ظروفِ هذه الجائحة التي مرت بها البلاد، ومدى استجابتها لمعاييرِ التعلم عن بعد وشروطِه.

3. تدريس مادة اللغة العربية عن بعد، ومدى انسجام ذلك مع البعد التواصليِّ المرتبط بكفاياتها المسطرةِ في المنهاج التعليمي. 

4. التجديد في وسائل تدريسِ العربية وتطويرِ آلياته لتحقيق التطوير المنشود.

وفي مشاركة الدكتور محمد دخيسي أبو أسامة (من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين للجهة الشرقية ).أكد أن هناك مشاكل كثيرة تعيق العملية التعليمية التعلمية عن بعد، لا سيما في مراكز التكوين، ومن أهمها ما يرتبط بما هو مادي وتقني لدى الأساتذة المتدربين، وأن فرض التعليم عن بعد بشكل قسري، جعله يتسم بالفشل وعدم المواكبة من لدن جميع الأساتذة الذين غابت لديهم الرغبة، لا سيما أن الآليات المعتمدة فيه كانت تقليدية وغير مناسبة؛ كقناة الرابعة، او الرياضية …كما أن التعليم عن بعد في هذه المرحلة كان أفضل من البعد عن التعليم، كما بين ان عمليتي التقويم والتقييم في هذا النوع من التعليم، يخضع لهما الآباء عوض الأبناء، مما يضرب في مصداقية هذا التعليم عن بعد، وشدد على عدم احترام التعليم عن بعد للزمن المدرسي سواء عند الأستاذ او عند المتعلم، هذا الزمن الذي لا يعيره التعليم عن بعد أي احترام.  وفي شأن العناية بالوسائل فإنها غير كافية، فالعناية الحقيقية ينبغي ان توجه إلى المناهج، لان الوسائل مكملة وليست هي عمود العملية التعليمية التعلمية مثل المناهج، كما شدد على ضرورة تغيير الطالب والتلميذ لرؤيته للوسائل التكنولوجية باعتبارها وسائل ترفيهية، إلى اعتبارها وسائل أساسية في التعليم والتعلم. 

 من جهتها أكدت الدكتورة فتيحة اليحياوي ( الأكاديمية الجهوية فاس مكناس المديرية الإقليمية لبولمان) أن فضاء القسم لا يمكن تعويضه بفضاء الإنترنت، لأن التفاعل الحضوري يسهم بتمرير قيم وإيقاعات خاصة تغيب في التعليم عن بعد.  لذا نبهت إلى ضرورة عدم مقارنة التعليم الحضوري بالتعليم عن بعد، وانطلاقا من مجال عملها في الثانوي التاهيلي، فقد طرحت إشكالية النقل الديداكتيكي لمادة اللغة العربية عن بعد لدى التلاميذ، لا سيما في ظل غيابهم التام عن التفاعل، منبهة إلى غياب البعد التواصلي في التعليم عن بعد، وغياب التقييم الفعال أيضا، ومؤكدة على ضرورة التجديد في تعليم اللغة العربية، لا سيما فيما يرتبط ببعض دروس اللغة التي لا يتحمس لها تلاميذ الثانوي التأهيلي، ونبهت إلى حتمية تغيير برمجة بعض مكونات اللغة العربية، وإعادة طرحها بشكل ينسجم مع المستوى العام للتلميذ الحالي.

أما الدكتور المختار السعيدي (من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الدار البيضاء سطات) فقد شدد على ضرورة مناقشة قضية التعليم عن بعد، في إطار شمولي يراعي زوايا ثقافية، وتربوية، واجتماعية، لأن كل ذلك سيحدث فروقا لا يمكن القفز عليها بين التعليم الحضوري، والتعليم عن بعد. موضحا أهم أسباب غياب التفاعل في التعليم عن بعد، والذي ربطه بطريقة الإلقاء السلبية في بعض القنوات التلفزية، والتي تعود بنا إلى بيداغوجيات تقليدية؛ مثل بيداغوجيا المضامين. إلا أنه نبه إلى ضرورة عدم محاسبة هذه التجربة الاضطرارية في التعليم، لأنها لا تخضع لأطر مرجعية منظمة عكس ما نجده في التعليم الحضوري، مؤكدا إلى وجود إيجابية خاصة للتعليم عن بعد، وهي كشفه عن مواهب كثير من المتعلمين أبانوا عنها وراء شاشات الحواسيب، في حين غابت عنهم في التفاعل المباشر، وقد نبه إلى ضرورة ربط الكفاية التواصلية بنظيرتها التكنولوجية، وشدد على ضرورة توفير البنية التحتية، والوسائل التي تساعد في إنجاح العملية التعليمية التعلمية، لا سيما تعليم اللغة العربية، التي تحتاج إلى نضج سياسي ورؤية واضحة من المسؤولين لإعطائها المكانة التي تستحقها. 

أما الدكتور محمد بنلحسن (من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس(  فقد اعتبر أن المقارنة بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد مقارنة ظالمة، لا سيما أن هذا التعليم عن بعد فرضه وباء “كورونا” ولم تهيئ له الوزارة الظروف المناسبة، ولذلك ينبغي ان نقبله في هذه المرحلة بجميع عيوبه. لذا انطلق من مسلمة أساسية وهي مدى استجابة التعليم والتعلم عن بعد في هذه الظروف للحد الأدنى من التعليم عن بعد بشكل عام. وقد اقترح في هذا السياق ضرورة انسجام التعليم عن بعد مع المهارات، والقدرات، والمصاحبة، والتقويم، والتفاعلية، وتوفير الصبيب؛ وكل هذه الامور إن وُجدت – حسب تصوره- فستكون كافية لإنجاح عملية التعليم عن بعد. ومن ثمة أشار إلى أن الكفاية التواصلية الرقمية تختلف عن الكفاية التواصلية الحضورية، وهناك الكثير من الطلبة والتلاميذ والأساتذة لا يمتلكون هذه الكفاية، ولذلك وجب عقد تكوينات للجميع لتفادي الخلل. وختم تدخله بالتشديد على ضرورة أن نتحد جميعا ونطمح لتطوير تعليم العربية وتعلمها بعد الجائحة، فلا بد من تغيير في العقليات والمنهجيات والوسائل، وجعل التكنولوجيا رافعة لتطوير التعليم بشكل عام.

وفي عرض الدكتور عبد الحق العمري ( من الكلية المتعددة التخصصات الناضور) الذي تناول فيه  تفاعل الجامعة مع قضية التعليم عن بعد، بين المتدخل ان الجامعة انخرطت أيضا في التعليم عن بعد بوسائل متنوعة؛ محاضرات مسجلة، ووثائق مصورة، أو مطبوعات وغيرها، إلا أنه سجل غياب تفاعل الطلبة، وضعف الوسائل الموظفة، وانعدام التقويم. مؤكدا ان تحقق البعد التواصلي يشترط الاستماع، والتحدث ثم الكتابة، وللأسف فإن تفاعل الطلبة في التعليم عن بعد كان غائبا، مما غيب النتائج المرجوة.  لذا يؤكد تأييده لما طرحه المتدخلون من قبل، وهو ضرورة توفر جميع المتعلمين على الوسائل التقنية، كما شدد على ضرورة إخضاع هيئة التدريس للتكوين في مجال التعليم الرقمي، وضرورة تبيئة المجتمع بأكمله لتقبل التكنولوجيا في مجال التربية والتعليم، وتساءل في ختام كلمته عن مدى حضور القيم في التعليم عن بعد. 

وفي نهاية هذه الندوة تفاعل جميع المتدخلين مع أسئلة الجمهور على الفايسبوك، في صفحة المنسقية الجهوية للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.