في خضم الواقع المُزري الذي يعيشه قطاع الصحة بالجوهرة الزرقاء(السعيدية) أصدرت النقابة الوطنية للصحة العمومية المكتب الجهوي للشرق، التابع لنقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل، بيانا توصلت “رسبريس” بنسخة منه.
حمّل من خلاله المكتب النقابي المذكور، المسؤولية الكاملة فيما يقع من عبث إلى المندوب الإقليمي للصحة ببركان، جراء “القرارات العشوائية التي لم يتردد في إصدارها دون سند قانوني، بهدف إفراغ هذا المرفق الصحي –مستشفى القرب – وتحويله إلى أطلال، رغم أنه يندرج ضمن المشاريع الملكية الرامية إلى تقريب الخدمات الصحية من ساكنة المنطقة –السعيدية، أحفير، مداغ ،رأس الماء، لعثامنة والجالية المغربية أثناء الصيف -، وكلف الدولة ميزانية كبيرة”.
ووفق المصدر ذاته، صدرت مجموعة من القرارات ترمي إلى “تنقيل مجموعة من الأطر الطبية نحو المستشفى الإقليمي الدراق بمدينة بركان، و قرارات مماثلة لنقل عدة معدات طبية نحو المرفق الصحي ذاته، دون التفكير مليا في الأثر السلبي لهذه القرارات على مصلحة ساكنة المنطقة”.
وشدّد المصدر ذاته، أن ذلك أدى إلى “إغلاق مصلحة المستعجلات ومصلحة الولادة وتعطيل خدمات الكشف بالصدى ” scaner” ، الأمر الذي خلق معه متاعب كبيرة للأمهات الحوامل، إذ يضطرن إلى تغيير الوجهة نحو المستشفى الإقليمي الدراق لوضع مواليدهن، وما قد يترتب عن ذلك من إرهاق جسدي ومادي للنساء الحوامل، وهذا ما يتنافى في الأصل مع كل المواثيق الوطنية والدولية حول الصحة الإنجابية وكذا أهداف المنظمة العالمية للصحة لتقليص وفيات الأمهات والأطفال أثناء الوضع”.
ودعا المكتب النقابي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بجهة الشرق، إلى “ضرورة إعادة كل الأطر الطبية إلى مكان عملهم بالمستشفى المحلي، كما أوصى أيضا بإعادة كل التجهيزات الطبية التي تم إرسالها إلى مستشفى الدراق، من أجل عودة الروح للمستشفى المحلي لمدينة السعيدية”.
ولم يُفوّت المكتب النقابي الفرصة للإشادة بكل المجهودات الكبيرة والجبارة التي قام بها الطاقم الطبي بمستشفى السعيدية، لمحاربة وباء كورونا بتنسيق مع الطب العسكري، حيث شكل هذا المرفق الصحي نقطة أساسية للعلاج من هذا الوباء الفتاك بجهة الشرق، وعلى الصعيد الوطني، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شكل هذا المستشفى أيضا، فضاء صحيا لمواكبة الحالة الصحية للمغاربة العائدين من الخارج.