وفي حوار مع يومية “المساء” الصادرة نهاية الأسبوع، قال الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن نقط ضعف تدبير الجائحة بالمغرب، تكمن في التأخر في الكشف والوصول إلى المصابين بالفيروس ومحدودية قدرة الكشف المخبري سواء من ناحية الفرق والتجهيزات والمختبرات والموارد البشرية، أو عدم توفر السرعة الكبيرة والكافية للوصول إلى المرضى حيث هناك دراسات تقول إنه كلما كان الوصول إلى المريض في وقت مبكر كلما كانت حظوظه أوفر، حيث يجب ألا تتعدى المدة الفاصلة بين ظهور أول عرض وإجراء الاختبار وظهور النتيجة 48 ساعة، وإذا ما تم تجاوز هذه المدة، سنكون امام تعرض المصاب لمشاكل تتعلق بوضعه الصحي الذي سيتفاقم، وانتشار الفيروس أيضا.
وأضاف الدكتور، أن هناك نقط ضعف أخرى تتعلق بتدبير الجائحة، وتتمثل في عزل المصابين والمخالطين بمن فيهم صغار السن والاصحاء، وهو أمر جيد من الناحية الوبائية لكنه لم يعد ممكنا الآن، لأنه خلق خوفا لدى المواطنين من العلاج بالمستشفيات، ولهذا السبب يضيف -الحمضي- هناك من يرفض الإتصال للإبلاغ عن وضعه الصحي لكي لا ينتقل للعزل بالمستشفيات الميدانية، إذ أن عزل الشباب وصغار السن والأصحاء لم يعد له من فائدة الأن، إلا لمن يحتاج العلاج بالمستشفيات.
واسترسل المتحدث ذاته، أن ذلك ينضاف إلى مشكل وسائل الكشف التي لا تزال بعيدة عن المواطنين، حيث يجب أن ينتقلوا إليها لاجراء التحاليل، إذ ما يجب أن يكون هو العكس، أن أنه يجب التوجه نحو المواطن للكشف عن الحالات الوبائية، لتطويق الفيروس والتكفل المبكر بالمصابين، ينضاف إليها مشكل عدم الإستعانة بأطباء القطاع الخاص، خاصة أطباء الطب العام، مشيرا إلى أن 50 في المائة من الأطباء الممارسين بالقطاع الخاص لم يتم إشراكهم في منظومة المواجهة والكشف.