نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن احتمال تضمين طبق الكسكس، الذي يعد من بين الأطباق المفضلة لدى الفرنسيين، في التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، ومن المحتمل أن تساهم هذه الخطوة في توحيد شعوب منطقة المغرب العربي باعتباره طبقا مشتركا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن طبق الكسكس كان سببا في نشوب نزاع بين دول المغرب العربي. ففي سنة 2016، أعلنت الجزائر عن رغبتها في إدراج هذا الطبق ضمن التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، ما أثار استياء الدول المجاورة . وقد اجتمع خبراء من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا بغية التوصل إلى حل يتمثل في تقديم ملف مشترك من أجل تصنيف هذا الطبق الذي يوحد بين شعوب المنطقة. وفي الواقع، يعكس الجدال واسع النطاق والنقاشات الساخنة التي انجرت عن هذه القضية أهمية طبق الكسكسي.
وذكرت الصحيفة ان وصفة الكسكسي المطبوخ مع الدجاج والقرفة ومدقوق السكر، تؤكد المؤرخة لوسي بولان أن أصول هذه الأكلة تعود إلى عهد الملك البربري ماسينيسا. وقد أفاد المؤرخ والشيف إيمانويل بيرودان بأن تاريخ هذا الطبق يرتبط بحركات هجرة الجزائريين إلى فرنسا في فترة الخمسينات. وأضافت الصحيفة أن هذا الاختصاص، الذي واصل الصمود طيلة قرون من الزمن، قادر على جمع المسلمين واليهود والمسيحيين، والأغنياء والفقراء حول مائدة واحدة. وقد ساهم هذا الرابط العميق في ظهور فعاليات مهرجان “الكسكس” بالمدينة الفرنسية مرسيليا سنة 2018. ويضم المهرجان موائد تعرض عليها أطباق الكسكسي المختلفة، إلى جانب مشاركة مجموعة واسعة من الطهاة والفنانين ضمن أجواء إحتفالية رائعة .