عبد السلام انويكًة
ضمن نصوص تاريخ المغرب الوطني المعاصر التي عززت ذخيرة خزانة المغرب التاريخية ومدينة فاس تحديدا، ومن تحف منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، ارتأينا تنويرا لمهتمين وباحثين وقراء على وجه العموم ورقة حول عمل علمي بحثي رصين موسوم ب” فاس على محك الاستعمار الفرنسي.. وقع الصدمة وقوة المواجهة”، نص هو في الأصل اطروحة لنيل شهادة دكتوراه في التاريخ بكلية الآداب سايس فاس، كان قد تقدم بها الباحث جواد الفرخ تحت اشراف عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية سايس فاس الدكتور سمير بوزويتة.
ولعل مما جاء في تقديم متميز خص به الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير هذا المؤلف، كون البحث في الموضوع بقدر ما هو محاولة لتلمس جذور الحركة الوطنية المغربية الثقافية والفكرية والسياسية والتي لا يختلف اثنان في أن مدينة فاس كانت مهدها الأول، بقدر ما هو في الوقت ذاته خطوة لفهم مواقف عدة وتوجهات ومحطات شكلت مجتمعة تمفصلات هامة طبعت تاريخ الكفاح الوطني من اجل الاستقلال.
واذا كان هذا العمل العلمي”فاس على محك الاستعمار الفرنسي.. وقع الصدمة وقوة المواجهة”، قد توزع على جزئين بأزيد من ألف صفحة من قطع متوسط استهدف بهما تغطية فترة زمنية بدأت من تاريخ عقد الحماية الى غاية ألف وتسعمائة وأربعة وأربعين من القرن الماضي، فإنه كموضوع يصنف ويدخل ضمن تاريخ محلي جهوي يروم سبر أغوار جانب هام من تاريخ البلاد الوطني وتسليط الضوء على ما كانت عليه مدينة فاس من حركة وطنية، ما يعد بحق اضافة على قدر عالٍ من الأهمية لفائدة كتابة تاريخ عام لفعل المقاومة بالمغرب كذا استقصاء مسارها كحركة إصلاح ومجتمع وسياسة.
لقد نجحت حركة فاس الوطنية في مهمتها – يقول المؤلف في مقدمة مؤلفه- وتمكنت من استقطاب قاعدة جماهيرية واسعة شكلت رافعة صلبة واجهت بها المستعمر وأحرجت سلطات الحماية في كثير من المحطات، بعد ما بلغته من نضج سياسي وتنويع لأساليب مواجهتها لوضع استعماري منفتحة على محيطها، تعريفاً بنفسها ليس في المغرب فحسب بل في البلاد العربية والإسلامية وفي عقر الدولة الحامية بكسبها لمتعاطفين فرنسيين عن الوسطين الثقافي الفكري والسياسي.
ولعل موضوع الحركة الوطنية المغربية كتاريخ وسياسة وثقافة ومجتمع ودين، استأثر باهتمام كثير من الفاعلين عن الحقل الوطني كذا باحثين ومؤرخين مغاربة وأجانب إن خلال فترة الحماية أو بعدها، باعتباره حلقة هامة في سيرورة نضال المغرب والمغاربة من أجل الاستقلال، علماً أن ما يسجل في هذا الاطار كون مدينة فاس لم تحظ بدراسات متخصصة رغم ما كانت عليه من دور ريادي إبان هذه الفترة الدقيقة من تاريخ البلاد، كمدرسة للوطنية من جهة وكقائدة لحركة مقاومة ونضال ومشتل لأنوية أولى للفعل الوطني وموئل زعامات وفعاليات وطنية ونخبة شباب قادت الكفاح ضد المستعمر.
لقد جاء مؤلف”فاس على محك الاستعمار الفرنسي.. وقع الصدمة وقوة المواجهة”، من أجل ابراز ما طبع فاس كمحور ومهد لحركة وطنية مغربية وإنصاف المدينة باعتبارها قائدة مؤثرة في الحراك الوطني ضد سلطات الحماية – يقول المؤلف- ، مستحضراً ورش أهمية صيانة الذاكرة الوطنية وتدوين فصولها وأحداثها وتوثيق ذاكرة محلية تخص الحاضرة العلمية للبلاد، والوقوف على اسهامها وإبراز ما كانت عليه من دور طلائعي في تحقيق استقلال البلاد كذا ما طبع موقعها الريادي كمدينة قاطرة قادت المقاومة الوطنية وحركة الاصلاح الوطني، ترسيخا لما كانت عليه دوما عبر تاريخ البلاد في مواجهتها لجميع أشكال ومحاولات طمس هوية المغرب الوطنية.
في مؤلفه هذا “فاس على محك الاستعمار الفرنسي.. وقع الصدمة وقوة المواجهة”، تناول الباحث جواد الفرخ إشكالا محوريا استهدف حقائق جوهرية في مسار حركة فاس الوطنية وفي أشكال ممانعة ومقاومة مع تحديد معالم وسبل مواجهة مستعمر. وعليه، تقاسمت اشكالية هذا العمل البحثي جملة أسئلة توزعت بين عوامل نشأة الوعي الوطني بمدينة فاس؟، كيفية تحول التنظيم الوطني من حركة إصلاح إلى حركة مقاومة؟ آليات وخطط حركة فاس الوطنية في مواجهتها للاستعمار؟ أساليب الإدارة الاستعمارية لإجهاض نشاط الحركة الوطنية بهذه المدينة أو الحد منها؟ إبراز تأثير فاس في الحركة الوطنية المغربية عموماً ورصد علاقاتها بباقي الهيئات المناهضة للاستعمار داخل البلاد أو خارجها ؟. مع أهمية الاشارة الى أن بناء هذا العمل العلمي حول تاريخ فاس الوطني على عهد الحماية تطلب جهدا جمع بين عمل استقراء واستنطاق لمادة مرجعية وثائقية شملت مخطوطات ومصادر ومراجع لفاعلين وطنيين وباحثن مؤرخين مغاربة وأجانب، فضلا عن استقراء مساحة هامة من صحف ومجلات ووثائق غير منشورة بحوالي ألف مادة، توزعت على مخطوطات وكتب مطبوعة وأطروحات ومقالات ومجلات وكتب ندوات وموسوعات وجرائد رسمية وقصاصات جرائد ومقالات صحفية وغيرها كثير.
وعاء وثائقي بأهمية معبرة كان بأثر في الإحاطة بأهم جوانب موضوع مؤلف من خمسة فصول متكاملة، الأول منها :”فاس من صدمة الاحتلال إلى إعادة بناء الوعي الوطني” وقد تم فيه تناول وقع معاهدة الحماية على ساكنة فاس وأثر الصدمة التي خلفها الحدث خاصة صوب نخبة مثقفة، مع تركيز على أحداث طبعت فترة ما بعد دخول الفرنسيين الى المغرب خاصة منها تحويل(نقل) عاصمة البلاد إلى الرباط عوض فاس، كذا الحرب العالمية الثانية وما شهدته فاس من أنشطة معارض اعتبرت من قبل الفرنسيين محطات إدماج المدينة في المنظومة الاستعمارية وبداية استئناس أهلها بما جاء مع الحماية من تطورات. فضلاً عما تم تناوله من أوراش باشرتها النخبة العالمة الفاسية ومعها الشبيبة المتعلمة في محاولة منها لتجاوز نواقص كانت سببا في تخلف البلاد وتعرضها للاستعمار، مع تركيز على ما أسهمت به الحركة السلفية من تنوير ومن دعوات توجهت لإصلاح المنظومة التعليمية والرقي بها، لفرز جيل منفتح على علوم ولغات مع تشبث بتعاليم دين وهوية وطنية عبر إحداث مدارس وتعليم بنات، كلها أوراش وغيرها أسفرت عن نشأة وعي وطني وبروز إرهاصات نهضة مجتمع جديدة.
في فصل ثان لهذا العمل العلمي بعنوان: ”العبور من طور اصلاح إلى احتجاج وممانعة”، توجه الباحث بالعناية لعرض سلسلة محطات انتفضت فيها ساكنة فاس في وجه المستعمر منذ 1930 تاريخ نشأة فعلية لحركة وطنية مغربية على عهد الحماية، وقد دخلت في صراع مفتوح مع السلطات الاستعمارية بعد أن أقدمت إدارتها على إصدار ظهير منظم لسير العدالة بالمناطق ذات الأغلبية الأمازيغية، ما اعتبرته الشبيبة الوطنية سياسة استعمارية لتقسيم البلاد على أساس إثني وضرب ثوابتها الدينية مدشنة بذلك أول مواجهة حقيقية مع إدارة الحماية. هذا فضلاً عما جاء في هذا الفصل من حديث عن زيارة سلطانية لفاس في ماي 1934، كذا تأزم أوضاع فاس الاقتصادية والاجتماعية وما عرفته الحركة الوطنية من أحداث دامية سنتي 1936 و 1937، هذا الى جانب ما تم الحديث عنه من انتفاضة شعبية شهر يناير 1944 تلك التي اندلعت تأييدا لعريضة المطالبة بالاستقلال وتنديدا بحملة تنكيل واعتقالات أقدمت عليها السلطات الاستعمارية.
وفي فصل ثالث عنون ب: وحول”تنويع خطط مواجهة الحركة الوطنية لسلطات الحماية” في فصل ثالث من المؤلف، تم التركيز على مسار اشتغال شبيبة ناهضة تضمن تأسيس تنظيم سياسي بقيادة وقاعدة شعبية، تطور وبات ناطقاً رسمياً بآمال وآلام الشعب ومدافعاً عن طموحاته، عبر تقديم عرائض ومطالب ومذكرات احتجاجية منها تقديم دفتر مطالب الشعب المغربي في دجنبر 1934. كما تم رصد انفتاح الحركة الوطنية المغربية على ما هو قومي من خلال تضامنها مع قضية فلسطين، فضلا عن دور بعض الشباب الفاسي الفعال في جمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين، كذا الاحتفاء ببعض المبدعين العرب والمسلمين من خلال تنظيم ذكريات تأبينية لهم، دون اغفال أشكال أخرى من حركة ممانعة كانت تحرج إدارة الحماية كسن عادة الاحتفال بعيد العرش وتنظيم دروس توعوية، ومحاربة بدع وضلالات ومواجهة متعاونين مع الاستعمار ومقاطعة بضائع اجنبية، كذا ما اعتمدته الحركة من نشاط صحفي للتعريف بنفسها وأهدافها سواء في الداخل أو في الخارج حيث دول المشرق العربي وفرنسا وباقي الجهات المتعاطفة مع القضية المغربية.
وحول ما اعتمدته سلطات الحماية من آليات لضرب وخنق الحركة الوطنية، تناول المؤلف في الفصل رابع عنونه ب ”استراتيجية مواجهة الحماية للحركة الوطنية” مختلف أشكال التعسف التي عانى منها وطنيو فاس في المعتقلات والسجون الاستعمارية، كذا أطوار المحاكمات والشطط الكبير الذي استعملته قوات الأمن الاستعمارية. فضلا عن أشكال القمع السياسي والفكري وخنق حرية التعبير والتظاهر وتأسيس الجمعيات وغيرها من المضايقات.
وعن ”أصداء الصراع بين حركة فاس الوطنية وسلطات الحماية الفرنسية” ضمن فصل أخير من هذا العمل العلمي، ناقش الباحث ما خلفه الصراع بين الحركة الوطنية الفاسية وإدارة الحماية من صدى سواء داخليا من جهة حيث مواقف تضامن عبرت عنها الحركة الوطنية في شمال البلاد ضمن نضال على واجهة أخرى انطلاقا من منطقة حماية اسبانية (خليفية)، أو على الصعيد العربي من جهة ثانية من خلال استقراء العديد من المواقف المؤيدة للحركة والمنددة بالسلطات الاستعمارية، خاصة بعد إصدار ظهير 16 ماي 1930 وما أعقبته من أحداث كذا الحركة الاحتجاجية لسنة 1937، حيث انبرت العديد من الدوريات والصحف المشرقية للتعريف بمعاناة الشعب المغربي ونضال الحركة الوطنية.
لقد تميزت حركة فاس الوطنية طوال مدة نشاطها- يقول المؤلف- بحيوية ومناورة وقدرة على تحرك وروح مبادرة وبعد نظر، فضلا عما طبعها من قوة جذب مكنها من استقطاب سلطان البلاد باعتباره عنوان سيادة مغربية ورمزا وطنيا باجماع شعبي يتوفر على تأثير روحي وسلطة وإن كانت مراقبة من قِبل إدارة الحماية ما دعم غايات حركة فاس الوطنية ومطالبها. ظهر هذا التوجه بجلاء في مناسبات عدة نذكر منها أولاً: الاستقبال الذي خص به وفدا من وطنيي فاس بعد الأحداث المنددة بالسياسة البربرية، وهو ما يعتبر بداية فعلية لاتصال بين الحركة الوطنية من جهة والسلطان من جهة ثانية وتأكيدا على ما بات الحركة الوطنية من دور في المشهد السياسي. ثانيا: الاستقبال الذي حظي به وفد من شباب فاس الوطني عقب أحداث زيارة فاس السلطانية في ماي 1934، ليرتقي هذا الاتصال إلى تنسيق أثناء إعداد عريضة المطالبة بالاستقلال. وحول قوة الاستقطاب أيضا نجحت الحركة بفاس في تعبئة الطبقات الشعبية والجماهير الوطنية وقيادتها، والدفع بها صوب ميدان المقاومة بواسطة دروس التعبئة وحلقات الدراسة ومنابر الصحافة والمنشورات والتجمعات وغيرها، لتتمكن في من يناء قاعدة جماهيرية تزايدت أعداها بشكل مثير حتى بلغت ذروتها في أحداث 1944.
وعن أهمية النشاط الصحافي أورد المؤلف أن حكة فاس الوطنية أدركت هذا الأسلوب الهام في العمل للتعريف بنفسها والتعبير عن تطلعاتها وتوجهاتها وطموحاتها وغاياتها. بل انبرت شبيبتها أمام المنع الذي طال حرية الصحافة للكتابة في صحف عربية ومشرقية لإيصال الآلام المغربية إلى كافة الأقطار. وأنها في مرحلة ثانية تمكنت بذكاء من تأسيس منبر صحافي خاص في عقر الدولة الحامية، بدعم من أصدقاءها والمتعاطفين مع القضية المغربية، فكانت مجلة مغرب Maghreb فضاء لفضح سياسة المستعمر بالمغرب والتشهير بتجاوزات إدارة الحماية قبل أن تتعرض للمنع. وحتى عندما رضخت الإدارة الاستعمارية إلى الأمر الواقع ورخصت بتأسيس صحف وطنية لم تسلم من سيف المنع، فقد ساهمت بشكل كبير ليس فقط في التعريف بالقضية الوطنية بل كانت بدور هام في توعية الشعب وتعبئته.
ورغم ما تعرضت له كتلة العمل الوطني من انشقاق سنة 1937، لم يؤثر ذلك على مسيرة حركة فاس الوطنية بل واصل فصيلا الحركة الوطنية مواجهة الحماية كل من موقعه، وحصل توافق وتعاون في محطات عدة عمقت من صعوبة مهمة الآلة الاستعمارية في مواجهتها لمد نضالي وطني عم مختلف شرائح مجتمع فاس خاصة عند اندلاع أحداث نونبر 1937. وكان لما حصل من تنسيق وتعاون مع الهيئة الوطنية بمنطقة الاحتلال الإسباني، دور بارز في التعريف بنضال فاس وموقعها في مواجهة الاستعمار والتشهير بالممارسات الاستعمارية سواء في المنطقة الخليفية عبر منابر صحفية ناطقة باسم هذه الهيئة أو في المشرق العربي من خلال بعثات طلابية كانت تتابع دراستها بمصر وفلسطين.
وقد ظل هذا التنسيق قائما بل ازداد متانة -يضيف المؤلف- بعد نفي زعامات وطنية واعتقال قيادات، حيث تولت قيادة شابة التنسيق مع الهيئة الشمالية في الفترة ما بين 1937 و 1944 التي شهدت أشكال تأييد عدة إما دفاعا عن المعتقلين والمطالبة بتسريحهم أو تنظيم ذكريات للاحتفاء بأحداث وطنية جرت بالمنطقة السلطانية خاصة حدث ظهير 16 ماي 1930، ليتوج هذا وذاك من التضامن بتأييد صريح لمطلب استقلال البلاد الذي تقدمت به الحركة الوطنية في 11 يناير 1944.
ولعل من المفيدة الاشارة الى أن حركة فاس الوطنية لم تكن حركة مقاومة وممانعة قائمة على العنف كما كانت تدعي السلطات الاستعمارية، بل حركة سياسية معتدلة اعتمدت الحوار والسلم من خلال تقديمها لمطالب وعرائض وبيانات كانت تعبر عن تطلعاتها وغاياتها، كذا حركة بمشروع إصلاح متكامل يعكس رؤية مستقبلية للرقي بأوضاع البلاد. هذا قبل أن تتحول إلى حركة تروم الاستقلال بعد تأكدها من عدم جدوى المطالبة بالإصلاحات أمام تعنت إدارة الحماية. وبقدر ما كانت مطالب الحركة الوطنية معبرة عن تطور نوعي في عملها ووعيها بمختلف ما نتج عن سوء تطبيق معاهدة الحماية من اختلالات، بقدر ما حظيت مطالبها هذه بتأييد شعبي وتنويه حتى من قبل أوساط فرنسية يسارية متعاطفة مع القضية المغربية.
يبقى من المفيد الاشارة ختاما الى أنه واسع هو وعاء الأعمال العلمية الانسانية الجامعية التي لم تر النور ولم يتم لا الاطلاع عليها ولا الاستفادة من خلاصاتها، لتظل عالقة بين رفوف هنا وهناك لدرجة يكاد يكون طواها النسيان. وبقدر ما يطرح من سؤال يخص واقع نشر وتداول وقراءة وطبيعة استثمار تراكمات أعمال البحث العلمي ببلادنا، بقدر ما يصعب القفز عما هناك من مؤسسات كانت بفضل في جعل حيز من هذه الأخيرة رهن اشارة المهتمين والباحثين والقراء، مثلما يسجل لفائدة المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير لِما أسهمت به على مستوى النشر منذ فترة، وما كان لها من أثر نبيل في اخراج نصوص علمية أكاديمية تعد بالمئات هي في الأصل أبحاث ودراسات أكاديمية، ما أغنت به خزانة البلاد العلمية الانسانية والاجتماعية والثقافية والتاريخية وباتت معه موارد بحث ودراسة وقراءة ووثائق أكثر يسراً مقارنة مع واقع حال قبل حوالي عقدين من الزمن.
ولعل الى جانب ما حصل من تراكم أبحاث ودراسات علمية انسانية على مستوى مراكز البحث ببلانا، وما طبع هذه الأعمال عموما من غنى نهج ومقاربة وتحليل وتنوع قضايا واشكالات وحصيلة وتوزعٍ على زمن مدن وبوادي وجِهات البلاد المعاصر، يسجل لفائدة المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ما طبعها من وعي والتفات وانصات ورعاية وتثمين لهذه النصوص، من خلال ما اعتمدته ورسخته من تقليد نشر وحضن كان بدور رافع لتلاقح تجارب البحث والدراسة واغناءها، ومن تمة حفز باحثين ودارسين من أجل مزيد من نبش وتنقيب وتوثيق وأرشيف واضافة وتحليل خدمة لتاريخ المغرب الرمزي من جهة وصيانة لذاكرته الوطنية من جهة ثانية.
مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث